الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

المراة السعودية الكثير من الممنوعات.السياقة الاختلاط.الرياضة..الزواج...

مَنْ قال أن مشكلة المرأة في المملكة العربية السعودية محكومة فقط بقيادة السيارات؟ ان هناك نشاطات كثيرة تتعلق بهن تفرض السلطات عليها ستاراً من التعتيم. ومن هذه الفعاليات ما يتعلق بالرياضة. لكن صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية نشرت تحقيقاً غير مسبوق حول فريق نسوي لكرة السلة أسسته مجموعة من السيدات والطالبات السعوديات في جدة من دون موافقة حكومية. وتسعى هؤلاء السيدات والآنسات الى تحقيق أختراق في المشاركة ببطولات دولية. والمعروف أن الفرق السعودية الى الالعاب الاوليمبية لا تضم نساء رغم الضغوط على المملكة من جانب اللجنة الاوليمبية للسماح للنساء بالمشاركة.



وتشدد فتاوى كثيرة في البلاد على تحريم أنضمام النساء الى النوادي الرياضية، فيما تسمح لهن بأجراء تدريباتهن في البيوت، انطلاقاً من فكرة ان النساء اللواتي يترددن على الاندية الرياضية غير مكتملات الاخلاق. هنا ترجمة لهذا التحقيق:

"توافد فريق اتحاد جدة النسائي لكرة السلة الى الملعب تدريجيا، وكانت كل لاعبة ترتدي عباءة سوداء وغطاء للرأس. وخلال دقائق، كانت النساء قد خلعن العباءات وارتدين الزي الرياضي الذي يتكون من سراويل بيضاء وقمصان قطنية طبعت عليها أسماؤهن باللون الاحمر. وبدأن يتدربن على التمريرات ورميات الجزاء الى ان بللهن العرق.

ويستعد الفريق، المؤلف من طالبات وربات بيوت سعوديات، الى خوض بطولة محلية هذا الشهر. ولكن الكثير منهن قلن انهن يرغبن في التنافس دوليا وتمثيل بلادهن في الخارج، وهو أمر لا تسمح به السلطات السعودية.

وقالت شذى بخش (21عاما) وهي طالبة حقوق: "نحن نريد الوصول الى مستويات أوليمبية. لدينا الكثير من الامكانات، ولكن ليس هناك فرصة لاظهارها".

وتطبق السعودية سياسة متشددة وتحظر الاختلاط بين الرجال والنساء، ولا تسمح للنساء بقيادة السيارات او السفر من دون اذن وليها. ويحظر علماء دين نافذون ايضا الرياضة للاناث في المدارس العامة، ويعتبرونها غير متفقة مع الشرع. وقاموا أخيرا بالغاء مناسبتين رياضيتين نادرتين للنساء فقط، وهما مباراة بكرة القدم وماراثون. وفي بداية التسعينات أغلقت صالات رياضية وسمح باعادة فتحها، على شرط ان تكون مرتبطة بمستشفيات.

وتعتبر السعودية من بين دول قليلة تنافس في الالعاب الاوليمبية من دون وفد نسائي. ولكنها تتعرض الى ضغوط متزايدة من اللجنة الاوليمبية الدولية لادماج نساء في فريقها. ويتفق الكثيرون في هذا المجتمع التقليدي الابوي مع هذه القيود، ويعتقدون ان السماح للرياضيات بالمنافسة قد يؤدي الى استقلال غربي الطابع للنساء وتآكل الثقافة القائمة.

ولكن لينا معينة ، مؤسسة أتحاد جدة وكابتن فريق كرة السلة، ان الرياضة النسائية هي قوة ايجابية ويجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من حياة كل شابة. وقالت معينة ، وهي أم لابنتين: "عندما يقول الاهل ان الرياضة أثم للفتيات، فان ذلك يزعجني فعلا، لانهم يحرمون بناتهم من شيء مفيد جدا لهن".

وهناك اكثر من عشر فرق نسائية لكرة السلة في المدينة على البحر الاحمر، اكثر المدن ليبرالية، تضم مئات من اللاعبات. وبعضها يعمل بصورة قانونية ولكن بتكتم تحت مظلة جمعيات خيرية او كجزء من مدارس ثانوية وكليات خاصة، ولكن غيرها يعمل من دون ترخيص حكومي، كما في حالة أتحاد جدة.

وكثير من الفرق تحافظ على ظهور منخفض، وترفض التقاط الصور والمقابلات خشية لفت الانتباه اليها واجبارها على الاغلاق. ولكن بعضها، مثل اتحاد جدة، تسعى للقيام بظهور علني وتضغط من اجل التغيير.

ودفعت الظاهرة الى التلفظ بكلمات قاسية وجهها رجال الدين المحافظون. وفي مقال وضع أخيرا على موقع www.islamlight.net ، اصدر الشيوخ البارزون عبد العزيز الراجحي وعبد الرحمن البراك وعبدالله الجبرين فتوى تحظر أقامة مراكز رياضية للنساء في المملكة. وجاء في الفتوى: "ان فتح هذه المراكز هو احد الاسباب الرئيسة واكبر الابواب المؤدية الى انتشار الانحلال. ومن المعروف ان النساء غير مكتملات الاخلاق اواللواتي من دون اخلاق فقط، هن من يترددن على هذه المراكز".

واختتمت الفتوى بالقول: "ان حظر هذه المراكز الرياضية ليس حظراً على الرياضة. فبامكان المرأة ممارسة الرياضة في بيتها، وهناك وسائل عديدة للقيام بذلك، او تستطيع مسابقة زوجها في منطقة خالية، كما فعل النبي محمد عليه الصلاة والسلام حين سابق زوجته عائشة مرتين".

وفي آذار ( مارس) الماضي، كانت النساء في نادي اتحاد جدة يسعين الى فرصة للمشاركة في دوري اقليمي بالكويت. ألا ان المسؤولين الكويتيين قالوا انهن بحاجة الى موافقة من اللجنة الاوليمبية السعودية. وذكرت معينة انها طلبت ترخيصا من المسؤولين السعوديين ولكنهم رفضوا اصدار هذا الترخيص واكتفوا بالقول ان النساء ليس لديهن الموافقة اللازمة.

واضافت معينة انها مقتنعة بان الحكومة ليست ضد الفكرة، واوضحت ان الفرق سمح لها بتنظيم دوري منافسات، وبدأت المقالات والصور حول انتشار الفرق النسائية في الظهور بالصحف المحلية. ولكنها قالت انه لا توجد فرصة حقيقية لهذه الفرق في تلقي التمويل والرعاية من دون تراخيص او مصادقة رسمية. ومن شأن بث المباريات على التلفاز والسماح للفرق النسائية بتمثيل المملكة في الخارج ان تعزز الرياضات النسائية وتساعد على تمويل التدريب والاعتراف بالمدربات والمحكمات النسائيات اللواتي لا يوجد منهن سوى عدد ضئيل جدا.

وقالت معينة ايضا: "ان فكرة ممارسة النساء السعوديات للرياضة غير مقبولة اجتماعيا في نظر بعض الناس. وهذا هو الحاجز الذي نحاول تحطيمه".

وقد ازداد عدد اعضاء نادي معينة من ستة الى مائة منذ انشائه عام 2006، وقسمت المنتسبات الى فرق للصغيرات والمراهقات والبالغات. وفاز النادي في اربع مسابقات للدوري خلال العامين الماضيين.

واحدى اكثر التجارب التي تشعر معينة بالامتنان تجاهها هي رؤية الفتيات الصغيرات يتفتحن كالزهور بعد لعب كرة السلة، وقالت: "تراهن ينمين الثقة بالنفس والتوجهات والشخصية . وهذا يعطيهن احساسا بالتمكن. يبدأن خجولات، وخلال فترة قصيرة يصبحن جريئات وممتلئات بالحيوية والدافعية".

اما مها بن لادن، المشاركة في قيادة الفريق فتتذكر حين كانت تتطلع لتصبح لاعبة أوليمبية بعد مشاهدة اوليمبياد سيؤول 1988 مع ابيها عندما كانت في العاشرة. وتشارك مها - وهي ابنة اخ اسامة بن لادن لكنها لم تلتق به ابدا – والدها في التطلعات الاوليمبية وقد اخبرها بأنه في السعودية لا يمكن للنساء ان يصبحن رياضيات.

وتقول مها (29 عاما) وترتدي القميص رقم 3 مثل لاعبتها المفضلة في نادي ميامي هيت دواين وايد: "الرياضة هي حياتي وعاطفتي. الا ان كثيرين يعتقدون ان الرياضة هي للذكور فقط".

اما روابي زاهد (23 عاما) فتقول ان كرة السلة تخلصها من ضغوط الحياة اليومية. وبعد ان ترسل اولادها الى المدرسة، تتدرب ساعتين قبل الذهاب الى جامعتها. وتضيف: "أنا متزوجة وعندي أولاد، وأدرس. ولكن بعد إداء مباراة فان كل الاعباء تزول. واشعر بسعادة داخلية".

وترى روابي التي تصلي بانتظام وتغطي رأسها بحجاب عند مغادرتها للسعودية انه لا يوجد في الاسلام ما يمنع المرأة من ممارسة الرياضة. وفي رأيها ان "مجتمعنا بحاجة الى الاعتياد على ذلك. وليس من المألوف بالنسبة لهم رؤية المرأة وهي تمارس الرياضة. لكن الاوقات تتغير، وهم بدأوا بقبولها".

وتضيف روابي انه بسبب التقاليد الاجتماعية المتشددة، فان زوجها لا يشعر بالارتياح ازاء فكرة إلتقاط صور لزوجته، وظهورها على التلفاز او سفرها من دونه. ولكن اذا اعتاد الناس على ذلك فسوف يتعود هو ايضا.

وتجلس معينة الحامل في الشهر الثامن، عند خطوط التماس وتفكر بعمق: "أحب كرة السلة لانها تجعلني أشعر وكأنني في السابعة عشرة. وحتى مع أنني متزوجة، ولي أطفال، أشعر عندما ألعب كرة السلة وكأنني عدت الى المدرسة الثانوية من جديد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق