الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

معظم الباكستانيين ينظرون لأمريكا كعدو وعارضوا قتل بن لادن

المقر الذي كان يأوي بن لادن قبيل مقتله
المقر الذي كان يأوي بن لادن قبيل مقتله
 أبدى معظم الباكستانيين رفضهم للعملية العسكرية الأمريكية التي أدت لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، داخل بلادهم مطلع الشهر الماضي، في استبيان حديث قال فيه أكثر من ثلثي المستطلعين أنهم ينظرون إلى الولايات المتحدة كعدو وأن الهجوم الذي نفذته قوة كوماندوز سيؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين.
وفي الاستطلاع الذي نفذه "مركز بيو للأبحاث"، ونشر، الثلاثاء، أعرب 63 في المائة من الباكستانية عن عدم رضاهم للعملية الأمريكية التي نفذت داخل منطقة "أبوتاباد"، في الثاني من مايو/أيار الماضي وأدت لتوتير العلاقات بين واشنطن وإسلام، وفي المقابل رأت شريحة صغيرة، 4 في المائة، أنها ستؤدي لتوطيد العلاقات بين الطرفين، ومع ذلك، أبدى معظم الباكستانيين، في المسح، أملهم في علاقة قوية تربط بين البلدين.
ولم يكشف الاستبيان، الذي أجري عقب مقتل بن لادن، تغييرا جوهرياً في وجهات نظر الباكستانيين تجاه الولايات المتحدة بالمقارنة مع نتائج استطلاع أجري قبل الغارة، وأبدى فيها 12 في المائة فقط من الباكستانيين رأياً إيجابياً حول واشنطن، قال 8 في المائة بأنهم على ثقة بأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيتبنى سياسات عادلة حيال الشؤون الدولية، وهو معدل ليس بأفضل عن الذي حصل عليها سلفه، الرئيس الأسبق، جورج بوش.
ولفت الاستطلاع الأخير أن أكثر من ثلثي الباكستانيين - 69 في المائة - يعدون أمريكا كعدو،  بيد أن هذا الرقم ليس أعلى بكثير من 68 في المائة ممن كان لهم الرأي عينه في استطلاع للرأي أجري قبيل مقتل بن لادن.
أمام بشأن مشاركة الحكومة الباكستانية في حملة الدهم على مقر بن لادن، قال 29 في المائة إنها تمت بتفويض من إسلام أباد، مقارنة بـ23 في المائة، علماً أن الولايات المتحدة نفذت مهمة تصفية بن لادن في سرية تامة ودون استشارة باكستان أو إعلامها مسبقاٌ.
وقال واحد من بين كل خمسة من المستطلعين إن الحكومة كانت تجهل اختباء بن لادن في "أبوتاباد"، شمالي العاصمة الباكستانية، مقارنة بـ29 في المائة.
وأظهر الاستطلاع الذي أجري في الفترة ما بين الثامن إلى 15 مايو/أيار، تراجعاً في مخاوف الباكستانيين من سيطرة المتشددين على مقاليد السلطة، لكنه بيّن كذلك بأن الجماعات المتطرفة مازالت لا تلاقي قبولاً شعبياً، إذ أيد 12 في المائة فقد القاعدة، من 18 في المائة العام الماضي، و12 في المائة كانت له نظرة إيجابية تجاه حركة طالبان.
كما عكس تضاءل الدعم الشعبي لسياسة الحكومة الباكستانية في مكافحة الإرهاب على مدى السنوات القليلة الماضية. وقال ما يزيد عن 37 في المائة، إنهم يؤيدون استخدام الجيش الباكستاني لمكافحة المتطرفين في مناطق القبائل النائية، مقال 53 في المائة قبل عامين.
ورغم الانتقادات الحادة للجيش الباكستانية التي تحرك ساكناً أثناء حملة المداهمة الأمريكية لمقر بن لادن التي استخدمت فيها مروحيات عسكرية، إلا أن معظم المستطلعين أكدوا بأن للمؤسسة العسكرية تأثير إيجابي في البلاد، وهو ما عزاه القائمون على الاستبيان إلى الفئة القليلة من الباكستانيين التي تابعت تقارير عن الحملة الأمريكية في "أبوتاباد" عن كثب، وبلغت 37 في المائة فقط.   
وأبدت الغالبية العظمى من المستطلعين 97 في المائة اعتراضهم لحملات القصف الصاروخي التي تنفذها طائرات دون طيار أمريكية في المناطق النائية، قائلين إنها سيئة، وقال 65 في المائة إنها سيئة للغاية.
وقال "مركز بيو للأبحاث" إن استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه في الفترة ما بين 8 - 15 مايو/أيار الماضي، عقب مقتل بن لادن، وآخر نفذه ما بين 10 - 26 إبريل/نيسان يظهر اختلافات طفيفة في الآراء ما يدل على أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة كان له تأثير خفيف على الرأي العام في باكستان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق