الأحد، 14 أبريل 2013

الصحف المصرية هدا الاسبوع


أبرز ما في صحف مصر يومي السبت والأحد، كان بدء إعادة محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك وولديه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي ومعاونيه الستة بعد قبول محكمة النقض طلب محاميهم، وقد اعلن رئيس المحكمة التي ستحاكمهم وهو المستشار مصطفى حسن عبدالله تنحيه عن نظر القضية لاستشعاره الحرج، لأنه هو نفسه الذي اصدر أحكام البراءة في قضية موقعة الجمل، وهناك قضية قد لا يوليها البعض الاهتمام وهي أن المدد القانونية المسموح بها لاحتجاز مبارك، قد انتهت وبالتالي أصبح الإفراج عنه واجباً، ما لم يتم إصدار قرار بحبسه على ذمة قضية أخرى، وكان الاهتمام على نطاق واسع بسبب الحالة الصحية والنفسية التي ظهر بها مبارك، وهو يبتسم ويلوح بيديه لأنصاره، وواضح تماماً شماتته في الإخوان وما يلاقيه الرئيس مرسي، الذي تزداد الأصوات المطالبة بمحاكمته على نفس أسباب محاكمة مبارك وهي قتل المتظاهرين.
وأشارت الصحف الى اجتماع مرسي مع أعضاء المجلس العسكري وتأكيده على رفضه أي إساءة للجيش، وعدم التفكير في إقالة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي: وكان واضحاً أن الجيش بات مستعداً لاتخاذ إجراء ما في لحظة معينة.
هذا وقد نقل إلى صديقنا وزميلنا والرسام الموهوب حلمي التوني، أمس في جريدة ‘التحرير’، مشهداً يحتاج الى شهود غيره لتأكيده، وهو انه شاهد الرئيس الرئيس في اجتماعه مع ممثل للجيش وهو يرتدي جلابية، ويضرب بيد تعظيم سلام ويمسك خنجرا باليد الأخرى ويضعها خلف ظهره.
كما قامت وزارة الأوقاف بافتعال أزمة مع الكنيسة الإنجيلية، بتوزيع منشور يحظر على الأئمة الاشتراك في أي ندوات أو دورات تنظمها الكنيسة، ويأتي ذلك مع استمرار أزمة الكاتدرائية المرقسية الأرثوذكسية، وهو ما ليس غريباً على وزير الأوقاف الإخواني الشيخ طلعت عفيفي، كما سافر النائب العام المستشار طلعت إبراهيم على رأس وفد إلى قطر لبحث التعاون معها في كيفية استرداد الأموال المصرية بالخارج، وهي المرة الأولى التي نعلم فيها أن لقطر دورا في ذلك، اللهم إلا إذا اكتشفت النيابة أن بنوك قطر فيها أموال مهربة، واجتماع وفد صندوق النقد الدولي مع زعيم التيار الشعبي زميلنا وصديقنا حمدين صباحي للبحث في موقف التيار من القرض، وأخبرهم برفض شروط الصندوق وسيجتمع وفد الصندوق مع رؤساء أحزاب الوفد والنور والدستور والمؤتمر، واجتماع الرئيس مع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وإلى بعض مما عندنا وغداً إن شاء الله السجادة التي لا مثيل لها التي يصلي عليها الرئيس ومعركة الإخوان وحزب النور.

‘عقيدتي’: اتهام الإخوان
بالتآمر على شيخ الأزهر

ونبدأ تقريرنا اليوم بالإشارة إلى أبرز ردود الأفعال على الهجوم الذي تعرض له شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في مقر المشيخة من مئات من طلبة الإخوان بالمدينة الجامعية، بعد حادث التسمم الذي حدث لزملاء لهم، والتقاعس الواضح من الأمن عن صدهم، مثلما حدث أمام مقر الجماعة في المقطم، مما دفع زميلنا موسى حال بجريدة ‘عقيدتي’ الدينية، التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة دار التحرير التي تصدر من ‘الجمهورية’، وهي مؤسسة صحفية قومية إلى توجيه الاتهام المباشر دون لف أو دوران للإخوان بقوله:
‘جاء مشهد تسمم بعض طلاب المدينة الجامعية بجامعة الأزهر ليوضح وتكشف حلقة جديدة من حلقات الصراع ولغماً جديداً من الألغام التي يزرعها الإخوان في الحقول المراد الاستيلاء عليها، كان المراد منه الإطاحة بشخص الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لأنه أصبح شوكة في حلق الإخوان وأفكارهم ومشاريعهم وجاءت الأحداث كما يلي:
- لقاء الإمام الأكبر بالدكتور يوسف القرضاوي قبل حالة التسمم بأيام وعدم إعطاء الإمام الفرصة لتحايل القرضاوي في عقد اجتماع هيئة كبار العلماء الاثنين – قبل الماضي – ومنع محاولة القرضاوي أن يكون له هيبته في قضية الصكوك مع أعضاء هيئة كبار العلماء.
- قبل الحادث بأيام قام رئيس اتحاد الطلاب ‘الإخواني’ بشكر رئيس الجامعة عن التطور والأداء المتميز في المدينة.
- التقارير تؤكد أن الطعام تم الكشف عليه من اللجان الطبية قبل أربعة أيام من الحادث.
- التقارير تؤكد عدم إصابة أي من طلاب الإخوان وعلى الأقل رجال اتحاد الطلاب وكأنها مصادفة كالعادة.
- رغم بشاعة الحادثة التي شدت انتباه الناس أمام الفضائيات إلا أن اللافتات كانت معدة أو أعدت في الوقت الذي يقتضي الانشغال بالحدث الجلل لا الانشغال بما سيحدث.
- خروج الطلاب واقتحام مقر المشيخة والاعتصام داخلها رغم أن المشيخة مؤسسة ومنشأة عامة وكان السياق يقتضي حمايتها من الاقتحام كما حدث مع مقر المرشد بالمقطم مع العلم أن المشيخة ملاصقة لمعسكر الأمن المركزي بالدراسة، ولكن لم يتم ذلك.
- خروج الطلاب بلافتات مطالبة بإقالة شيخ الأزهر، وفي ذلك تصريحات قادة الإخوان المستفزة المطالبة أيضاً بذلك.
- على غير العادة ذهاب د. محمد مرسي فوراً لزيارة المرضى بالمستشفى وحده دون أن يصطحب معه أبو الأولاد وهو شيخ الأزهر فضلا عن أن د. مرسي لم يذهب لخمسين طفلا لقوا حتفهم تحت عجلات القطار في أسيوط وذهب لبضع مئات الطلاب أصيبوا ‘بإسهال وقيء’!
- انطلاق لهجة شعبية منددة بأي مساس بشيخ الأزهر، سواء من القوى السياسية وشباب ‘الفيس بوك’ وفي الشوارع والميادين.
- قرار المجلس الأعلى للأزهر بفتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجامعة وتقديم كل مسؤول بالمدينة للنيابة العامة.
- انتهاء الأزمة دون تفجير أي لغم، وأرى أن الإخوان سوف يطورون ألغامهم في المستقبل الذي مازال يحمل الكثير’.

سقوط هيبة الدولة
في الاعتداء على الكنيسة المرقسية

ومن أفاعيل الإخوان المكشوفة ضد الأزهر وشيخه للسيطرة عليه، إلى نفس الأفاعيل المكشوفة لمعاقبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا، ولو كان ممكناً تعيين بابا من الجماعة لبحثوا لها عن فتوى تجيزها، ومن يدري فقد يفعلونها في المستقبل إذا أقنعتهم بها، المهم أن عملية الهجوم على الكاتدرائية المرقسية مكشوفة ايضا، لدرجة انها صدمت زميلنا بـ’الأخبار’ عصام السباعي الذي تاب وأناب عن داء الإخوان وتوبته مقبولة إن شاء الله، لأنه يدعمها باستمرار بالهجوم عليهم، قال يوم الخميس:
‘حادث جلل وهو العدوان على مقر الكنيسة الأم في مصر والعالم ويقلقني على حادث أكثر رعباً وهو سقوط هيبة الدولة إلى مستويات غير مسبوقة حتى أيام الحروب والكوارث، ووصل الأمر اننا أصبحنا في كارثة دائمة، وكما يقولون لا تكاد البلاد تخلع السواد حتى تلبس ما هو أسود!! لا تهمني جماعة الإخوان كما لا أهتم بمناهضيهم، وما يشغلني ويهمني هو حالة العداء والترصد التي نراها على الساحة.
لا يهمني من بدأ الاعتداء وتسبب في نشوب اشتباكات الكاتدرائية ولكن ما يهمني التجرؤ على رشد رمز ديني ولو بالورق وليس الطوب أو الخرطوش كما أنه حتى لو كان الانقسام ليس مسئولية الإخوان أو الرئيس الذي هو من الإخوان فيجب عليهم أن يتقدموا بالمبادرة ورفع رايات التقارب حتى آخر مدى حتى لو رماهم الآخرون بالطوب!!’.

‘اللواء الإسلامي’: ما يشاع عن مؤامرة
اقالة شيخ الازهر كلام فارغ!

وعلى عكس ‘عقيدتي’، كانت ‘اللواء الإسلامي’ التي تصدر كل خميس عن مؤسسة ‘أخبار اليوم’ القومية، قد تجاهلت تماماً الاقتحام الإجرامي لمشيخة الأزهر، بعد أن أصبحت منحازة بالكامل للإخوان وخاضعة لهم وتعمل علناً لحسابهم دون أي حياء أو أمانة، وقال فيها زميلنا رضا عكاشة، عندما تكرم وكتب عما حدث: ‘ما قاله ‘المرضى’ من أن مسألة التسمم هدفها إقالة شيخ الأزهر كلام فارغ يستحق كل مروجيه الحبس! فالاختلاف السياسي لا يجوز أن يصل إلى هذه الدرجة من الاستعداء، ومن يقول مثل هذا عليه أن يقدم الدليل حتى نحبس من فعل هذا وإلا فمن حق المجتمع أن يحبس من يردد الأكاذيب، ثم نأتي إلى موقف بعض أعضاء حزب الفشل، من الأزهر وربما من الإسلام ذاته، بعضهم ماركسي لا يتحمس إلا للفلوس والآخر قد لا يعرف اتجاه القبلة، بل إن كبيرهم الذي علمهم السحر ‘وأعني البرادعي’ أعلن أكثر من مرة أنه يرفض الدستور لأنه دستور ديني وليس سياسي وأنه خلط بين السياسة والأخلاق، بل والعجيب أنه رفض بشدة المادة ’4′ التي تحدث عن الأزهر وهي نفس المادة التي حصنت شيخ الأزهر من العزل’.
أي لم يستنكر اقتحام الشيخة وإهانة شيخها، وبدلاً من ذلك طالب حبس زملائه الصحافيين، ومشددا على مطلبه ثلاث مرات، ونذكر بأن رضا كان قد طالب من قبل بإضافة حد جديد للحدود التي أمر بها الله في كتابه، وهو حد قطع الألسنة، لمن يروجون الإشاعات.
أما الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي، فانه في مقاله الأسبوعي في ‘عقيدتي’، التي كتب فيها موسى حال، تجاهل الحادثة ايضاً، وهو نفس الموقف الذي اتخذه وزير الأوقاف الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، بل وقرر وقف الشيخ مظهر شاهين عن الخطابة في مسجد عمر مكرم وإحالته إلى التحقيق بعد أن تزعم عملية إنشاء جبهة لحماية الأزهر، بحجة انه استخدم المسجد للدعاية السياسية، والاثنان، مختار المهدي وطلعت عفيفي يلعبان دوراً خطيراً في مخطط سيطرة الإخوان على المؤسسات الدينية بما فيها الأزهر.

‘الحرية والعدالة’: هل من الحكمة
تحويل الجنازة إلى عمل سياسي؟

ونترك عصام في ‘الأخبار’ لنتوجه إلى جريدة ‘الحرية والعدالة’ في نفس اليوم لنجد حمزة زوبع الذي يواصل خسارة المزيد من خفة ظله يقول محرضاً وكاشفاً عن حقيقة موقف جماعته: ‘أقول أن الكنيسة صبت الزيت على النار بإصرارها على تشييع جنازة الضحايا من كاتدرائية العباسية في ظل الظروف السياسية الملتهبة.
لم يسأل أحد لماذا لم تخرج جنازة أي ضحايا مسلمين في أي أحداث من هذا النوع من الجامع الأزهر؟ ولم يسأل أحد من ساسة المعارضة الفضائية من الذي بدأ بإطلاق النار؟ ولم تسأل هل من الحكمة تحويل الجنازة إلى عمل سياسي؟ وهل من الحكمة وبدلا من الذهاب كوفود صلح إلى الخصوص يذهب الجميع إلى الفضائيات لإذكاء نار الفتنة؟ ما علاقة أحداث الخصوص بإقالة النائب العام وبرحيل الرئيس مرسي وبسقوط الإخوان؟
من الذي سمح كل هذه الهتافات من داخل ومن حول الكنيسة الأم؟ من الذي أطلق النار؟ ومن قذف بالحجارة؟ وإذا كان البعض يعتقد أن الكنيسة هي حصان طروادة وأن بمقدورها قلب الأوضاع فهو واهم وغبي وعميل ويستحق اللعنة فالكنيسة ورعاياها جزء من هذا الشعب ولا يمكن أن تتحول الكنيسة على ورقة سياسية ثم ورقة عنف تستخدم ضد الشعب وليس قط ضد النظام’.

المسيحيون المصريون هم أصحاب وطن

وعلى عكسه كان موقف زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو المجلس الأعلى للصحافة قطب العربي وقوله في نفس العدد: ‘المسيحيون المصريون هم أصحاب وطن كما المسلمون تماماً ولهم من الحقوق ما للمسلمين وعليهم من الواجبات ما على المسلمين وهم يعانون كما يعاني المسلمون ولكنهم يشكون في غياب حقوق خاصة بهم على مدار السنوات الماضية وهم محقون في بعض مطالبهم ومن واجب الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس مرسي أن تتحرك سريعاً لانصافهم حتى تحقق الرضا الكامل لهم ولكن من الانصاف أن يتذكر الإخوة المسيحيون أن الرئيس مرسي هو أول متن عين منهم مسعداً لرئيس الجمهورية وهو المهندس سمير مرقص وهو أرفع منصب سياسي تبوأه مسيحي في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الحديث كما اختار بعضاً منهم مستشارين في القصر الرئاسي – قبل أن يقفز المساعد مع مستشارين آخرين من مركب ظنوا أنه يغرق!- قبل أن يقفز المساعد مع مستشارين آخرين من مركب ظنوا انه يغرق!- وما كان بوسع أحد غير مرسي أن يفعلها لأن أي رئيس آخر سيخشى ردود الفعل في ظل هذا المناخ الطائفي، لكن مرسي صاحب التوجه الإسلامي هو الذي كان قادراً على هذا القرار والدفع عنه وتسويقه شعبياً مع تيار واسع لا يخلو منه شارع أو حارة أو قرية هو التيار الإسلامي، لا حل لمشاكل المسيحيين إلا داخل وطنهم والذي يراهنوا على دور خارجي هم واهمون، هذا الخارج لا يعني إلا مصلحته’.

‘الأهرام’: لا احد
يستطيع اخونة الازهر

ونترك الطنبولي المسكين الذي لا يدري شيئاً عما يدبره الإخوان للأزهر والكنيسة معاً، وكشفه لنا في نفس اليوم في الخميس – زميلنا في ‘الأهرام’ محمد إبراهيم الدسوقي، وجزاه الله عنا مسلمين ومسيحيين خير الجزاء لما توصل إليه، وبه ننهي قضيتي الأزهر والكنيسة في تقرير اليوم، وهو: ‘كان المدبرون يسعون للإطاحة بالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب تمهيداً لأخونة المشيخة لكي تتخلص الجماعة مما يمثله هذا الرمز الوطني الناصع، الأزهر الشريف من قوة ممانعة وإعاقة لما يرغب الإخوان في تمريره بدون إزعاج مثل حكاية الصكوك، ستخرج أصوات تقول: إن هذا الطرح غير صحيح وأن الرئاسة أبدت تقديرها للأزهر وشيخه وأنه لا صحة لما يثار حول أخونة الأزهر ومؤسساته عظيم جداً، لكن بماذا سيردون على تصريح الدكتور عبدالرحمن عبدالبر الملقب بمفتي الإخوان الذي أشار فيه إلى أحقيته في الترشح لرئاسة جامعة الأزهر بعدما أقيل رئيسها السابق ككبش فداء لقصة التسمم وأنه لا يخشى من اتهامات ‘الإخونة’ في حالة ترشحه بعد الأزهر الذي صمد في وجه الهجوم الإخواني حتى الآن، جاء الدور على الكنيسة الأرثوذكسية بكل تاريخها المشرف ووقوفها في خندق واحد مع الحركة الوطنية وكونها رمزاً من رموزها المهمة، فالكاتدرائية تضم المقر البابوي والاعتداء عليها بعد طعنة نافذة في صدور الأقباط، فالبابا رمز كنيستهم العريقة فضلا عن أن تلك هي المرة الأولى التي تتعرض لمثل هذا الهجوم غير المبرر وغير المفهوم، ويبدو أن هناك حسابات قديمة يجب تسويتها مع الكنيسة المتهمة من الإخوان ومعهم التيار السلفي بأنها أعطت تعليمات لرعاياها بالتصويت للمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق’.

‘المصريون’: مرسي لم
يتعامل بعد مع رأس الفتنة

ومن ‘الحرية والعدالة’ إلى ‘المصريون’ في ذات اليوم وصاحبنا السلفي صلاح الطنبولي الذي صرخ قائلاً: ‘إن مسارعة الرئيس مرسي لتطييب خواطر المسيحيين والأنبا تواضروس وفتح باب التحقيق في أحداث كاتدرائية العباسية وغض الطرف الحديث عن أحداث الخصوص وإن كانت التحقيقات لابد أن تطالها – دون اعتبار لمن قتل أولا ومن اعتدى على مساجده أولاً من استهزأ بدينه أولا لا يبشر بخير ويشعرنا اننا ما زلنا في نفس العقلية ونفس التعاطي ونفس الحلول التي تهدر الحق والتي قد تؤجل الفتن ولكنها لا تقطع دابرها، رحم الله السادات الذي ما إن شعر بالفتنة وعلم أطرافها حتى ضرب على رأس الأفعى مباشرة دون اعتبار لتحالفه مع أمريكا أو معاهدة سلامة مع إسرائيل أو غير ذلك لأن أمن الدولة الداخلي وسلامه الاجتماعي لا يقل إن لم يكن أخطر من الأمن الخارجي وحفظ حدود الوطن وجواره’. أي انه يطالب مرسي بعزل البابا تواضروس، وتقليد السادات.

تعامل الإخوان مع المخابرات والجيش

وإلى المعارك العنيفة الدائرة حول الإخوان المسلمين، معهم وضدهم، وتزداد عنفاً من جانب جميع الأطراف بمرور الأيام بسبب تزايد المشاكل والخصومات وانعدام الثقة بشكل نهائي لدرجة سيطرة الوساوس على المعارضين ووصولها، الى درجة اليقين بأن الإخواني بعد أن ضمنوا وزارة الداخلية وحولوا الشرطة بواسطة وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم الى ذراع سياسية لهم فانهم يعملون على ممارسة نفس الشيء مع المخابرات العامة والجيش، وهو ما يعني انهم يخططون للبقاء في الحكم الى أبد الآبدين، على طريقة انتخابات لمرة واحدة، ولهذا يحتل الجيش موقفاً حساساً من مدة فقطاعات سياسيو وشعبية تطالبه بالتدخل لوقف مخطط الإخوان، وهو حقيقي مهما انكسروا، وهو لا يريد الدخول في اللعبة السياسية مع إعطاء إشارات واضحة بأنه سيتدخل عند لحظة معينة لم تصل إليها الأوضاع الآن، وبدأ الخلاف بين القوى السياسية حول محاولات الإخوان السيطرة على الجيش وإعلان قادته ان الجيش للشعب لا لفصيل، ودعوات المعارضة له بالتدخل وهجوم بعض قادة الجماعة على قياداته بصورة مخططة يحدث بلبلة ومخاوف لدى هذه القيادات تماسك الجيش.

صندوق النقد وشهادة فقر لمواطني مصر

أما زميلنا وصديقنا بـ’الأخبار’ محمد الشماع فقد فضل يوم الخميس الابتعاد عن قضية الجيش واتجه إلى غيرها بالقول: ‘في الوقت الذي تسعى فيه حكومة د. قنديل للحصول على شهادة ثقة من صندوق النقد الدولي فان نفس الحكومة تقوم بإصدار شهادة فقر لمواطنيها وتذكرنا بأيام ما قبل ثورة يوليو ومشروع القرش لمكافحة الحفاء وللحصول على القرض ‘المعلق’ من الصندوق على الحكومة زيادة الضرائب وخفض الدعم بإعانات نقدية للفقراء، الفقراء في مصر كثر والأشد فقراً أيضاً أكثر وحالاتهم تدمي القلوب وأصبحوا أسوأ حالا بعد ثورة يناير التي حلموا كثيراً بتحسن أحوالهم، لكن خاب ظنهم وتلاشت آمالهم في ظل المعركة السياسية في مصر التي تدار بأكبر قدر من عدم المسئولية، فقد نسي الناس اللي فوق أن هناك وطناً يقطنه ما يربو على تسعين مليون مواطن وأن لهم احتياجات أساسية على مدار الساعة وأنهم شعب مجتهد لا يطالب بأكثر من فرصة عمل وعائد أو مردود مادي يستطيع به أن يواصل الحياة القاسية!’.

‘الوفد’: مصرنا المقدسة
تتعرض اليوم إلى خطر غير مسبوق

وفي ‘وفد’ الثلاثاء الماضي وجه صديقنا ورجل الأعمال والكاتب وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد أحمد عز العرب النداء التالي في جريدة ‘الوفد’ للجيش: ‘أوجه خطاباً مباشراً ودون أي لف أو دوران إلى جنود مصر العظام فأقول: مصرنا الحبيبة المقدسة تتعرض اليوم إلى خطر غير مسبوق، وتقطيع أوصالها الى الأبد ملامحه ببساطة سلخ شمال سيناء وضمه لقطاع غزة لإقامة إمارة قابلة للحياة ينتهي بها الصراع العربي – الإسرائيلي الى الأبد وإقامة دويلة مسلمة من المنيا إلى البحر الأبيض ودويلة قبطية من أسيوط الى شمال أسوان وفصل النوبة عن مصر وضمها لنوبة السودان في دولة نوبية كبرى فكيف يتم للأشرار تنفيذ هذه الجريمة؟
1- يطلق مرشد سابق تصريحه الوقح الشهير ‘طظ في مصر’ مؤكداً أن الوطنية التي نعرفها لا معنى لها فالوطن لديهم هو العقيدة كما يرونها.
2- يطلب مرشد لاحق تصريحه بأنه لا مانع منة توطين أهل غزة الذين دمرت بيوتهم على أرض سيناء ‘مؤقتاً’.
3- يخرج أحد زعمائهم في ضراوة الذئب المسعور فيسب أهل النوبة ويصفهم بالبرابرة فيثور النوبيون وينادون بالانفصال عن الوطن الأم.
4- بالونة اختبار أخرى من الجنوب الشرقي هذه المرة بأن مصر مستعدة للتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين، وطبعاً يجرى بعد ذلك إنكار النبأ على ألسنة لم نتعود منها إلا الكذب والزيف.
5- شائعات تردد أن منطقة السلوم هي في الواقع ملك للقبائل الليبية.
هذه هي الصورة السوداء يا خير أجناد الأرض مصركم ومصرنا المقدسة تتعرض للضياع فماذا أنتم فاعلون؟’.

عبدالرحمن القرضاوي
يوجه رسالة لسعد الكتاتني

هذا وقد دعاني مشكوراً مأجوراً الكاتب والشاعر والسياسي عبدالرحمن يوسف ابن الشيخ القرضاوي لزيارة مقاله في نفس اليوم في ‘اليوم السابع′، لأن فيه ما يعجبني، لأقواله المأثورة من نوع: ‘من أسوأ مظاهر ‘الفساد الإخواني’ هو رضى الدكتور سعد الكتاتني عن سامي مهران، وتركه لهذا الرجل في موقعه كأمين عام لمجلس الشعب رغم تحذيرات متكررة من خطورة ذلك الشخص، ولكن الكتاتني تركه في موقعه في الوقت الذي كان ممنوعاً من السفر وممنوعاً من التصرف في أمواله هو وزوجته وابنته! يؤكد لي بعض أعضاء برلمان 2011 أنه من أهم أسباب حل هذا البرلمان هو تشويه السيد سامي مهران لسمعة هذا البرلمان بطرق ملتوية ولم يمكنه من ذلك إلا الإخوان المسلمون من خلال السيد سعد الكتاتني رئيس البرلمان الفاشل، الذي تسبب بقيادته في حل هذا البرلمان وأعادنا للخلف خطوات لأنه لم يتجرأ على تجميد وكيل وزارة، كل ذلك لماذا؟ لا أدري! أنني أتهم السيد الدكتور سعد الكتاتني بالاشتراك في الفساد وبالتسبب في حل البرلمان المنتخب وأتمنى أن يتكرم السيد سعد الكتاتني بفعل أمرين الأول: أن يوضح لنا حقيقة الأمر خصوصاً أننا قد أرسلنا له أسماء عشرات مثل السيد سامي مهران في هذا الموقع الحساس، الثاني: ألا يترشح لرئاسة البرلمان مرة أخرى لأنه لا يصلح لهذا المنصب بعد هذا الحكم الذي يدينه قبل أن يدين سامي مهران’.
وعبدالرحمن يعلق على حكم محكمة الجنايات بحبس سامي مهران ثلاث سنوات وفرض غرامات عليه تخطت الثمانية عشر مليون جنيه، بتهم استغلال نفوذه من مصبه كأمين عام لمجلس الشعب تربع عليه سنين طويلة أيام رئيس المجلس السابق خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وكان ملفتاً للانتباه انه بعد الثورة وحصول الإخوان على الأكثرية في انتخابات مجلس الشعب، واختيار الدكتور سعد الكتاتني رئيساً للمجلس، ان احتفظ بسامي مهران في منصبه رغم صدور قرار من النيابة بمنعه من السفر، بل وطلب من النيابة رفع اسمه مؤقتا لأنه يريد أن يصطحبه معه مرة إلى الكويت، ومرة ثانية الى اثيوبيا على ما اذكر، أو دولة افريقية أخرى، وذلك في خطاب منه الى النيابة وانقلبت الدنيا وقتها، رأساً على عقب، ولم ذلك لم يتراجع الكتاتني عن مساندته لسامي مهران، ومرة أخرى، لابد ان نسجل ليوسف، استقامته الفكرية والسياسية، ولا تملك إلا أن تحترم مواقفه مهما اختلفت معه بعد ذلك.

‘الشروق’ تنتقد عصام العريان

وبعد أن أشبع يوسف رئيس حزب الإخوان سعد الكتاتني ضرباً، فان زميلنا في ‘الشروق’ اشرف البربري، امسك بنائبه وهو صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان وانهال عليه ضرباً وهو يقول لنا عنه: ‘العريان الحق هو من يكذب على الله وعلى الناس ويتجرد من مواقفه السابقة ومبادئه طمعاً في مكاسب مؤقتة وقد لا تأتي أبداً وقد تجسد هذا النموذج اسماً ومعنى خلال اليومين الأخيرين عندما خرج ‘عريان الحرية والعدالة’ ليطالب بمحاكمة محمد البرادعي وطنياً ودولياً لأنه كان السبب في الغزو الأمريكي للعراق كمدير لوكالة الطاقة الذرية.
لو كان هذا التصريح الصادر في ذكرى سقوط بغداد في قبضة الاحتلال الأمريكي قد جاء على لسان أي شخص آخر غير هذا الشص لربما تصورناه جهلاً من صاحبه بحقائق عملية الغزو، لكننا أمام تصريح من شخص يكذب ببساطة شديدة لأنه هو نفسه الذي قال عنه إن ‘البرادعي هو الذي أوقف قطار التوريث بعد أن طرح فكرة تغيير شروط الترشيح وطرح أسماء جديدة، والذي ألقى حجراً في حياة النخبة المصرية الراكدة’، وهو الذي قال عنه في سياق آخر إن البرادعي تمتع بحس وطني وأن الناس أجمعت أنه عاد لوطنه لدفع عجلة التغيير إلى الأفضل، إن هذا التصريح كاشف تماماً لعمق الأزمة التي نعيشها بعد أن ازداد العرايا حولنا فلم يعد الكثيرون يترددون في التجرد من مواقفهم ومبادئهم المسجلة صوتاً وصورة لمجرد تبدل حسابات المصلحة الذاتية، وتزداد حدة المأساة عندما نكون امام الرجل الثاني في أكبر حزب بالبلاد’

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق