السبت، 8 ديسمبر 2012

اخر تغريدات مجتهد.السعودي

«مجتهد» كان كسولاً في الساعات التي تلت ظهور الملك عبد الله على شاشات تلفزيون العالم، فلم يغرد وانتظر يومين (٤٨ ساعة) قبل أن يعود إلى التغريد بتأن بعد أن أثار ظهور العاهل متعافياً ردة فعل عنيفة على تغريداته، فكتب «الملك كان فعلاً في وضع سيئ وتحسن وضعه قبل التصوير بيومين بما يكفي لوضعه على الكرسي لدقائق قليلة من أجل التصوير بدون كمامة التنفس» إذا ما زال مجتهد «يشكك» بما يراه وما يعلن عن تطور صحة الملك.
السؤال: هل هو قريب من محيط الملك لدرجة تمكنه من «الجزم» بأن ما رآه الناس هو نوع من التمثيلية؟ (هذا إذا أخذنا بما غَرَدَ). ثم  لماذا لا يعطي تفاصيل أكثر عن حقيقة الوضع الصحي للملك.
نقولها صراحة طالما تلطى «مجتهد» وراء جمل غامضة ومعطيات فضفاضة فإن ما يقوله الفريق الإعلامي المحيط بالملك وخصوصاً الديوان والذي يديره خالد التويجري يظل هو الأقرب إلى الحقيقة.
إلا إذا كان وراء تغريدات مجتهد هدف مخفي… والله أعلم.
في الواقع  من غير المستبعد أن تكون أهداف «مجتهد» سياسية. وفي تغريداته الأخيرة التي أتت بعد فترة الصمت يقتحم مجتهد الآن أبواباً جديدة في سلسلة العائلة المالكة وبشكل خاص في «الصف الثاني» أي الذين من الممكن أن تقع على كاهلهم ولاية العهد بعد ولاية الأمير سلمان.
لذاً فإن «مجتهد» قبل أن يأتي على أخبار صحة الملك فاجأنا بالتغريدة التالية:«وردني تساؤلات كثيرة عن سبب تجاهلي عبد العزيز بن فهد لفترة وسأجيب عليها ثم ألحقها بتقرير عن وضعه الحالي لكن قبلها اضعكم في الصورة بخصوص الملك. .. يتبع».
سؤال إن سمح «مجتهد»: من هم السائلون؟ لماذا يختلف أمر الذين يعلقون على تغريدات «مجتهد» عن أمر الذين «يطلبون منه معلومات» فنرى التعليقات على حساب «مجتهد» في موقع تويتر  ولا نرى «ما يطلبه الآخرون»؟
إلا إذا كانت هذه «جملة افتتاحية» يستعملها «مجتهد» ليقول: سوف أكلمكم عن  كذا وكذا موضوع. يعيد هذا إلى حلقة السؤال ما إذا كان «هدف مجتهد هو فقط الأمراء المؤهلين لولاية عهد»، فحتى عندما يتناول آخر أخبار الملك، فهو لا يستطيع الامتناع عن إدخال جملة من هنا وجملة من هناك حول «الأمراء».
سؤال هل يراقبهم مجتهد عن كثب؟ أم هو واحد منهم؟
يقول «وعدد كبير من الأمراء حتى كبارهم متفاجئون من التحسن غير المتوقع بوضعه وكانوا قد بدأوا التفكير بتداعيات وفاته إلى أن وصلتهم الدعوة للسلام عليه».
لاحظ الربط بين «تحسن غير متوقع» و«تداعيات وفاة» الملك.
«يتابع التغريد فيقول «والملك لا يزال يعاني من مشاكل في الصدر والقلب وقد تحسن أداء الكلى والكبد ولا يزال الأطباء يحذرون المعنيين بأمره من احتمال انتكاسة أخرى».
لاحظ أن «مجتهد» يدور دائماً حول الشق المتشائم من تشخيص الأطباء. عاد ليغرد بما يفيد أنه لا بد وأن يكون من «أقرب لمقربين» حين يكتب «الملك شخصيا متضايق من المستشفى ومشتاق لروضة خريم التي فيها وحدة عناية مركزة كاملة ويكرر أمنيته الذهاب إليها لكن الأطباء يحذرون من ذلك». وكأنن سمع بأذنه ما يطلبه الملك، وسمع أيضاً ما قاله الأطباء.
يغرد مضيفاً «المختصر أن وضع الملك لا يزال قلقا بسبب اضطراب القلب وتكرار ضيق النفس وفي المقابل من الوارد أن يتعافى لكن ببطء»، حتى في التعافي فإن «مجتهد» متشائم. ويؤكد ذلك في آخر تغريدة حول صحة الملك فيكتب «الظريف أنه رغم خروج الملك في التلفاز فإن كبار الأمراء الذين حضروا وعاينوا بأنفسهم أكثر إدراكا لوضع الملك الحرج من الذين شاهدوا التلفاز».
سؤال هل كان مجتهد بين هؤلاء الأمراء أم أنه كان قريباً بشكل سمع منهم بعض التعليقات؟ لا إجابة (حتى الآن) والله أعلم.
بعد ساعة بالتمام عاد «مجتهد» إلى ما سبق ووعد به متابعيه على تويتر وما «طلبه» منه عديدون حول الأمير عبد العزيز بن فهد لا نعرف ما إذا كان ذلك صحيحاً أم لا. فيغرد ويقول «أما عبد العزيز بن فهد فسبب تجاهله للفترة الماضية هو إعطائه فرصة للتوبة بعد أن أحس بفضائحه المدوية وأدرك أن الشعب اطلع على مفاسده وبذخه ونفاقه».
قبل أن يتابع ما يراه باطلاً في تصرف الأمير ، يتبين لنا أن مجتهد يجيد التشويق الإعلامي فهو يغرد قائلاً «آسف جداً انشغلت عنكم نستانف الحديث». تقول المتخصصة بعلم الألسنية بأن طريقة «المصارحة الممزوجة بالاعتذار» هي أنكلو ساكسونية مئة في المئة ومعروفة بعلم التواصل بأنها «تزيد من مصداقية ما سوف يأتي بعدها من تصريحات» (أنظر أفلام هوليود).
يتابع مجتهد ويضيف صفة جديدة لتصرفه بإعطاء مسحة نبل وشهامة لما يقوم به متمثلاً بالقول : وقد أُعذِرَ من أنذرَ، فيكتب «بعد أن اعطينا عبد العزيز فرصة للتوبة أو على الأقل التخفيف من البذخ والبطر إذا به يزيده أضعافا مضاعفة مما استدعى ضرورة العودة لفضحه وأمثاله». إذا كان مجتهد على اطلاع بما يفعله الأمير عبد العزيز بن فهد.
اسؤال: كيف؟ ولماذا؟ هل هو مقرب منه؟
يتابع «قبل الحج كان عبد العزيز يتنقل بين سواحل أسبانيا وفرنسا على طريقته في البذخ ثم عاد للبلد مدة قصيرة ثم سافر لنويورك بعد أن انحسر اعصار ساندي»، هذه أخبار غير قديمة لأن الإعصار لم يمر عليه ثلاثة أسابيع.
يتابع في تفاصيل لا يعرفها إلا المقربون «وسقطت كل التوقعات بأنه سوف يقال رسمياً من منصبه كوزير دولة رغم ضربه عرض الحائط بكل بنود نظام مجلس الوزراء وبروتوكولات العائلة».
سؤال: من سمع بأن الأمير كان على وشك أن يفقد منصبه؟ ما هذه البروتوكولات العائلية؟. يتكلم مجتهد وكأنه يعرفها، وقد يكون كذلك، ولكن لما لا يشرحها لمتابعيه؟
يشرح باستطراد بعيد فيكتب «بعد دخول الملك لإجراء العملية عاد كل الوزراء والأمراء من سفرهم إلا من عجز مضطراً وبقي هو (يقصد الأمير عبد العزيز) في نيويورك محتقرا حق الملك! فماذا يفعل هناك؟». يسأل مجتهد مغرداً؟
هنا يدخل مجتهد في التفاصيل «صحب عبد العزيز معه في نيويورك (حوالي) وفداً من ٣٠٠ رجل وامرأة ينقسمون إلى قسمين الأساسيين والمرافقين ويتم إسكانهم ومعاملتهم حسب هذا التصنيف
الأساسيون أقاموا معه في هوتيل بلازا الذي يعد من أفخم الفنادق في العالم وقد استأجر فيه دورين كاملين دور للرجال ودور للنساء (الاختلاط حرام)». ويتابع «اما المرافقون فوزعهم على ثلاث فنادق من فنادق نيويورك لا يقل مستواها عن خمسة نجوم ورغم انها خمس نجوم فلا تساوي شيئا عند هوتيل بلازا».
سؤال؟ كم دفع الأمير؟ من أين حصل مجتهد على كل هذه المعلومات؟ هل له شريك (أو جاسوس) في حاشية الأمير؟ أم أن أحد تكلف بإيصال تلك المعلومات له ولأي سبب فعل ذلك؟ هذا إذا كانت المعلومات صحيحة… والله أعلم.
ويتابع التغريد وفق تلك المعلومات «واستأجر له وللأساسيين معه خمسين سيارة فخمة بسائقيها (ليموزين بشوفير) أما المرافقون فيدفع لهم تكاليف تنقلاتهم وهم يختارون طريقة التنقل».
ملاحظة بسيطة لنقل أن المعلومات صحيحة: ٣٠٠ مرافق نصفهم أي ١٥٠ أساسيين في ٥٠ سيارة يكون لكل ٣ أشخاص سيارة مع شوفير. فليكن.
يتابع مجتهد «الأعجب من ذلك وجود خمس طائرات جاثمة في أحد مطارات نيويورك بطواقمها 24\7 جاهزة للانطلاق إلى أي مكان يريد في أي لحظة». من يثبت هذا القول؟
«الاعجب على الإطلاق والذي لم يسبق إليه هو استئجار قاعة سينما كاملة طول بقائة في نيويورك يحق له أن يطلب عرض أي فلم من أفلام الموسم في أي وقت». لا ندري ما إذا كانت المعلومة صحيحة أم لا خصوصاً وأننا في عصر لم تعد مشاهدة أي فيلم من أفلام الموسم بالشيء المستحيل… وبات الأمر في متناول العامة!
ويستطرد مجاهد فيكتب «ويعد العدة الآن للتوجه لسواحل فلوريدا وورد أنه أستأجر عدة فنادق في ميامي بيتش ويخت ضخم من الآن لأنه يريدها جاهزة متى ما قرر الذهاب هناك».
سؤال لماذا عدة فنادق؟ هذا هذا ما يقوله أحد أفراد حاشيته؟ يغرد مجتهد ويعترف بأن مرافقي الأمير «يتكلمون» فيكتب «ويقول بعض مرافقيه أنه لم يقرر إنه يفكر كذلك بسواحل كاليفورنيا ويرددون أنه حجز فنادق أخرى هناك فيما لو غير رأيه واختار كاليفورنيا». إذا صحت المعلومات يكون الأمير عبد العزيز قد حجز في نفس الفترة عشرات الفنادق، هل من المعقول أن يحدث هذا الأمر؟ لا نقولها دفاعاً عن الأمير (بل نسأله من أين لك هذا مثلما نسأل كل الذين يصبحون مليارديرية قبل أن يتجاوزوا العقد الثالث من العمر)، بل نسأل هذا لأننا لا نظن أن الأمير أو أي «مبذخ» يرمي فلوسه بهذا الشكل الساذج.
هذه الفلوس يسأل عن قيمتها مجتهد فيكتب «كم تكلفة دورين في أفخم فنادق العالم ومئات الغرف خمس نجوم وقاعة سينما لعدة أشهر و50 ليموزين بشوفيرها و5 طائرات جاهزة في المطار وفنادق ميامي؟»، هو يعرف أنه في حال صحت المعلومات فهذه أرقام خيالية خيالية بشكل تتجاوز كل مخيلة وواقع. لهذا نقول لمجتهد (وللأمير عبد العزيز في حال صحت المعلومات ولو بجزء يسير) كل ما زاد عن حده إنقلب إلى ضده. إذا كان مجتهد يسعى لـ«الإصلاح» فعليه أن لا يزيد الأرقام بشكل مبالغ به. حتى لو كان يسعى لهدف سياسي فهذه المبالغة تنقلب على ناشرها أكثر من أن تضر بسمعة الأمير.
ينهي مجتهد مغرداً «هذا هو عبد العزيز بن فهد الذي يروج له البعض بأنه متدين متقشف زاهد تقي نقي ورع يراقب الله كيف يجمع المال وكيف ينفقه!!».
وكما ذكرنا أعلاه إن مجتهد يستهدف «الجيل لثاني» من المؤهلين أو ممن يمكن أن يتأهلوا لولاية العهد فهو يعد بأن يكون «الوليد من طلال هدف تغريداته المقبلة» فيقول «ساتحدث لاحقا بتغريدات قليلة عن الوليد بن طلال الذي قد لا يضاهي عبد العزيز في البذخ لكن يتعداه باسترخائه في الفساد والإفساد والتخريب والتغريب».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق