الأحد، 28 أكتوبر 2012

كارلوس فوينتس.مثقّفاً يسارياً دافع عن الهويّة الأميركية الجنوبية

، الذي توفّي في منتصف أيار (مايو) 2012 في مكسيكو عن 83 عاماً، كان أكثر الكتّاب المكسيكيين المعاصرين شهرة، فضلاً عن أنه كان مثقّفاً يسارياً دافع عن الهويّة الأميركية الجنوبية التي كان سفيراً لها ملتزماً. كان عضواً في الحزب الشيوعي ومقرّباً من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، قبل أن ينأى بنفسه عنه إثر سجن الشاعر أرنستو باديا (1971)، وناقداً لاذعاً للمكسيك المعاصرة. وكان صاحب كتاب «موت أرتيميو كروث» و«المنطقة الأكثر صفاء»، معروفاً بإلقائه نظرة ثاقبة على المجتمع المكسيكي المعاصر.
ولد في العام 1928 في بنما حيث كان والده ديبلوماسياً، وأمضى طفولته في الإكوادور والأوروغواي والبرازيل والولايات المتحدة وتشيلي والأرجنتين، من دون أن يفقد اتّصاله بالمكسيك.
أعماله خوّلته أن يكون أحد عمالقة الأدب الأميركي اللاتيني الى جانب غارسيا ماركيز ومواطنه أوكتافيو باز، والأرجنتيني خوليو كورتاثار والبيروڤي ماريو فارغاس يوسا. درس في جامعات هارڤرد وكامبريدج وبرينستون وكولومبيا، وقد حصل على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات عدة عبر العالم. وقد تزوج فوينتس من الممثّـلة المكسيكية ريتا ماسيدو وتطلّقا في السبعينيات، ليتزوج مجدّداً من الصحافية سيلفيا ليموس. نشرت أولى نصوصه وهو لا يزال في سن العشرين في مجلات سياسية ـ أدبية مكسيكية، وقد أسّس في سن السابعة والعشرين مجلّة الأدب المكسيكي مع مواطنه أوكتافيو باز.
أصدر في سن السادسة والعشرين كتاب قصص كان الأول له بعنوان «أيام الكرنڤال»، بيّـن فيه ميله لتقنيّات روائية جديدة في خدمة أعمال أدبية تتمتّع بأسلوب معاصر.
روايته الأولى «المنطقة الأكثر صفاء»، التي كتبها في سن الثلاثين، تشكّل انتقاداً قويّاً للمجتمع المكسيكي، في حين كان يدير دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الخارجية.
كان يتمتّع بفضول كبير فجرّب الصحافة وراح الى كوبا دعماً للثورة، ولم يتوقف يوماً عن الكتابة واضعاً على مر السنين مؤلّفات «ممهورة بطابع مكسيكي». من آخر مؤلّفاته «سعادة العائلات» (2006) و«الارادة والثروة» (2008) و«آدم وحواء» (2009) و«فلاد» (2010).
كتب أيضاً نصوصاً مسرحية وسيناريو أفلام سينمائية مثل فيلم «المطاردة» للمخرج الإسباني لويس بونويل، وتعاون كثيراً مع صديقه الكبير الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق