الجمعة، 26 أكتوبر 2012

إليك يا جيجل

إلى أبنائك المنتشرين في كل مكان
اشرعي جيحل صدرك واستنشقي رذاذ بحرك في صباحاتك الكسولة .
الندى ينثر على صفحتك غلالته الطرية بماء البحر ويتلألأ على جبينك الوضّاح
البحر الذي يجاورك وتجاورينه منذ مدى
إنه ينكمش وينحني ليغسل أقدام لالة (مزغيطان) ويخجل أن يكشف عن ساقيها فهي تعرف أنه لجة وليس صرحا ممردا من قوارير
جيجل أيضا لا تكشف ساقيها ولا وجهها إنها تلف جسدها الممشوق بلحافها الحريري الأبيض ونقابها المطّرز بأنامل ربات الخدور الماجدات
جيجل التي لا تعرف إلا من مكحول العين وحجاب التقوى تتهادى في رحبات فسيحة لا تعبأ بما يجري في الزمن من أثر لأنها الزمن الذي لا يتغير ليله ولا نهاره ولا تغيب شمسه ولا يحجب فمره
انهضي جيجل وافتحي بابك على مصراعيه ولا تواربيه فليس لديك وراء الأكمة سوى الصالحين أنت المنبعثة من التوبة تحوطك أدعية الأولياء
يا عروس البحر لازلت تختالين في جناتك المعروشات تتكللين بالرياحين تساجلين المدى وتبسمين للبحر, لازلت تقصّين حكايا أسطورية عن رياس البحر الذين لا زلت تتبخرين برائحة دخان ينبعث من أخشاب مراكبهم العتيقة التي احترقت عند (جبل الساعة)
عطر بخورك العجيب طرد الغاصبين رغم واقعة ( لاكريت)
طهّرَ قلب المدينة التي حمل أجمل مكان فيها اسما غريبا لكنه ذو معنى( بين النصارى)
من ذا الذي كان يجرؤ على دخول حي (بين النصارى) سوى من تعرفين ونعرف
جيجل يا مدينة لا شرقية ولا غربية لكن مباركة بما تحفظين, ثابتة بما تؤمنين, خالدة بما تحسنين. صالحة بما تظهرين.
يا مهد (البركة) أسد البابور وعباس سيد الساسة والصديق سيد المفاوضين
يا مهد المجاهدين والشهداء
يا مدينة أضاعت قلبها ولم تضع لقبها أشرعي قلبك للمريدين والأتقياء وصُّمي أذنيك عن نشاز الأصوات
لا تردي لها صدى في أوديتك المقدسة في سفوح ( تاكسانة) و(سيدي عبد العزيز)(والعوانة)
ولا تتخلي عن شموخك في جبال (الميلية) و(زيامة منصورية)
جيجل أيتها الصالحة التقية لازالت سماؤك تصدح بأدعية التقوى ترددها حناجر المؤمنين في أفواج بيضاء كما الملائكة المجنحين
أيتها المستورة لا زلت تتدثرين بألحفة العفاف والعفة وتتخفين بظل الحياء المنير تُشرق به أيامك ولياليك البهية
لازالت صباحاتك ندية بالإيمان معطّرة بالأدعية صادحة، بالرجاء، عامرة بالخيرات يملأها الأمن ويغمرها الأمان
يا جيجل المقدسة لا زلتِ قطعة من الأقداس، وظلا من سكينة، ومساحة من إبهار، وحكاية من عز، تسامى بالتواضع وارتفع بالإنكار.
جيجل يا مدينة متربّعة على عرش القلوب متوّجة بكل الحنين زادك هوى كل القلوب ونطاقك ألق العيون الولهى ببهاء حضورك الجليل
يا قرة العين ويا سويداء القلب يا جيجل المقدسة سعدتِ ووعدتِ فاخرجي يديك البيضاوين من غير سوء والقي بعصاك السحرية لتبهري عيون الزمن
اخرجي كنوزك من الكهوف و المغارات العجيبة في تيشي
ارقصى دبكتك الأبدية في ربى المجد والخلود في جيملة والرواشد والشقفة والطاهير
يا حاضرة ليست كا لحواضر ويا مدينة لا تشبه أيا من المدائن التصقي بالبحر وجاوريه كما كنت ولا تزالين وآمني له
استمعي في صمت إلى أساطيره العجيبة استمتعي به يرش خلاياك برذاذ مدّه وجزره فقد أمنت غدره واستسلمت لخذره اللذيذ
يا مدينة من الأساطير وأسطورة في القلب كنت ولا تزالين فوق الأساطير آمني لمن شئتِ وابسمي للوجود بحياء وخفر لكن لا تأمني أيتها الآسرة قلبي فقد يغرقك هذا القلب يوما بأمواجه المتلاطمة التي لا تعرف الهدوء والتي لا تشبه سوى الزلازل و الطوفان 

ف الزهراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق