الجمعة، 26 أكتوبر 2012

من يوقف جنون محمود عباس؟!


لو يصمت محمود عباس إلى الأبد لأراح الناس واستراح. لو يلوذ رئيس السلطة الفلسطينية بنعمة السكوت لكفى نفسه وكفى الفلسطينيين معه شرور أقواله وأفعاله.
محمود عباس صار اليوم مثل عصفور النار، الذي ينقل القش المشتعل من سطح إلى سطح، فيحرق القرية بأكملها.
محمود عباس صار اليوم مثل البومة، التي إذا رأيتها اشمأزيت منها، وغلبت عليك روح التشاؤم.
خرج محمود عباس في لقاء مع السياسيين والإعلاميين في رام الله، ليقول شيئين فقط: أنا سيدكم الأعلى، والمصالحة تعني الانتخابات.
بالنسبة للمقول الأولى، فلا يمكن لأحد أن يناقش محمود عباس في أن مرجعيته سقطت، وأن احتكار التمثيل بضاعة فاسدة، وأن الزمن تغيّر، وما كان صالحاً بالأمس لم يعد كذلك اليوم.
فتمسّك عباس بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية هي لوثة عقلية ونفسية لا شفاء منها، وهي آخر الأوراق المتبقية لهم، بعدما خسروا كل شيء.
أما ربط المصالحة بالانتخابات فهو بيت القصيد.
فمحمود عباس يدرك أن هذه القضية هي ما يخرب كل البيت السياسي الفلسطيني، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وأن هذه القضية هي أم الأزمات الفلسطينية الداخلية.
فقيادة منظمة التحرير الفلسطينية تمسك بالمنظمة، وتحتكر قيادتها، وتعطّل مؤسساتها، وتصادر قرارها، ولما ذهب الشعب الفلسطيني لإجراء انتخابات عامة عام 2006، وفازت فيها حماس جرى ما جرى من تعطيل للمجلس التشريعي، ومنع للحكومة، وتخريب للمؤسسات، حتى اضطرت حماس للحسم العسكري صيف 2007.
واليوم أبو مازن يعيد تكرار النظرية نفسها، لكن بأساليب جديدة. فهو يريد إلغاء كل شيء، ومنع كل شيء، وتجميد كل شيء، وتعطيل جلسات الحوار، ومنع بناء منظمة التحرير، وتعطيل المجلس التشريعي، ويريد من حماس أن توافقه على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالكيفية التي يريدها، والزمن الذي يريده، والنتائج التي يريدها، ليخرج بعد ذلك للعالم بمقولة أن حماس هُزمت.
بكلام آخر، محمود عباس يريد انتخابات في الضفة وغزة والقدس، ولا يريد انتخابات خارج فلسطين، يريد السلطة ويرفض النقاش في المنظمة، يريد إلغاء ما قامت به حماس في غزة، ويتمسك بما قام به في الضفة. هل هذا كلام رئيس أو مسؤول أو شخص يريد المصالحة؟!
منطق حماس هو: الحوار الشامل، وإعادة بناء «م.ت.ف»، وتوحيد الحكومة، وإبطال مفاعيل الخلافات، وإطلاق عمل المؤسسات، وإجراء انتخابات في الداخل والخارج، والتفاهم على إدارة العمل السياسي من خلال إشراك جميع الفلسطينيين.
الفجوة بين حماس والسلطة كبيرة، ووجود شخص بمستوى محمود عباس العقلي والنفسي يعقّد المشهد الفلسطيني. وخروج الضفة بالشكل الذي خرجت به دليل على ذلك.
فمن يوقف هذا الرجل ويمنع نتائج أفعاله الضارة على الفلسطينيين؟! إنه زمن نفتقد فيه للحكمة، خاصة أنه يشيع أن واشنطن طلبت منه إجراء انتخابات وليكن ما يكن.

من يوقف جنون هذا الرجل؟!
المصدر .فلسطين المسلمة

التحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق