تشكل مشاركة نساء سعوديات في دورة الألعاب الأولمبية تطورا مهما في
الساحة السعودية، خاصة فيما يتعلق بدور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة،
كما توضح الإعلامية والكاتبة السعودية المعروفة مها عقيل في هذا المقال.
سمحت معظم الدول ذات الغالبية المسلمة منذ عقود للنساء باللعب والتنافس في الألعاب والرياضة، وأرسلت رياضيات للتنافس في الأولمبياد، واليوم تتبع السعودية خطى هذه الدول. جاء الإعلان بعد شهور من الضغط على المملكة العربية السعودية والمفاوضات بينها وبين اللجنة الأولمبية الدولية. فنظراً لقلة عدد المتنافسات السعوديات، تعرّض الفريق السعودي الوطني بكامله للتهديد بالحرمان من المشاركة في الألعاب. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، الدولة التي منعت نساءها وفتياتها من ممارسة الرياضة، فإن إيجاد نساء على مستوى تدريب أولمبي كان أمراً صعباً.
قبل أيام قليلة من هذا الإعلان، أخبرت اللجنة الوطنية الأولمبية السعودية الصحافة أنها لا تستطيع أن تجد امرأة واحدة مؤهلة للمنافسة. يشكل مجرد السماح للنساء بالمشاركة في الألعاب الأولمبية هذه السنة خطوة كبيرة. من المأمول به أن تفتح مشاركة النساء في المنافسة في الألعاب الأولمبية الأبواب أمام النساء والفتيات اللواتي يرغبن بالمشاركة في صفوف الرياضة في المدارس للتدرّب في الصالات الرياضية وممارسة الألعاب الجماعية ضمن فرق، وأن تكون لهن فرصاً أعظم للتنافس في الألعاب الأولمبية المستقبلية أنفسهن.
الثقافة الرياضية السعودية
السعودية دلما رشدي في مشاركتها في اولمبيات سنغافورة للشباب في عام 2010...فهل تشكل مثل هذه المشاركات الإرهاصات الأولي للتغيير في السعودية تواجه الرياضيات السعوديات عقبات عديدة، فالثقافة الرياضية بالنسبة للنساء مسموح بها فقط في المدارس الخاصة. تسمى القاعات الرياضية النسائية "نوادٍ صحية"، لأن مؤسسة تقع تحت اسم "قاعة رياضية للنساء" لا يمكن الترخيص بها. لا يسمح للنساء اللعب في النوادي الرياضية الرسمية أو حتى مشاهدة المباريات في الاستادات الرياضية. وتعقد المباريات بين فرق الفتيات في ألعاب مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة في المدارس الخاصة والكليات بصورة سرية.
وفي المملكة العربية السعودية، لا تتعلق مشكلة الرياضيات الإناث بالدين وإنما بالتقاليد والمعايير الثقافية والقوانين التي تحكم مشاركة النساء في أي نوع من النشاطات العامة. فالمجتمع محافظ بشكل عام عندما يعود الأمر إلى العلاقات بين أفراد النوع الاجتماعي، وهناك متطلب بأن تلبس النساء الحجاب، وتعمل في مواقع تفصل بين الجنسين. كما أن النساء لا يقدن السيارات في المملكة العربية السعودية. رغم ذلك، وكما هو الحال مع قضايا أخرى تواجه المرأة في المملكة العربية السعودية، تم تحقيق تقدّم خلال السنوات القليلة الماضية.
بداية وعي
في عام 2006 قامت أختان بتأسيس فريق رياضي نسائي في جدة، ركز بشكل أساسي على كرة السلة كانت هناك نداءات من جانب المهنيين العاملين في المجال الصحي والأهالي بالسماح برياضة الفتيات في المدارس لأسباب صحية، وقد قالت وزارة التعليم مؤخراً أنها تفكر بإدخال مادة العلوم الرياضية في مدارس البنات. تتطلع النساء السعوديات بحماسة للمشاركة بالألعاب وممارستها. تخرج العديد من النساء للمشي كرياضة، أو يقمن بالانضمام إلى "النوادي الصحية" للحفاظ على لياقتهن البدنية. تلعب أخريات التنس أو كرة السلة أو كرة القدم أو يمارسن ركوب الخيل. وفي حال فتح المزيد من المرافق الرياضية أمام النساء، فسوف تميل المزيد منهن على الأرجح ويصبحن أكثر قدرة على المشاركة.
كانت أروى المطبقاني عام 2008 أول امرأة سعودية يتم تعيينها إداريّة رئيسية في اتحاد الفروسية. في العام 2006 تأسست شركة جدة المتحدة للرياضة، وهي نادٍ نسائي نادر له فريق كرة سلة نسائي، على يد أختين. وفي العام 2010، كانت دالما رشدي ملحس أول امرأة سعودية تتنافس في أولمبياد الشباب في سنغافورة حيث فازت بميدالية برونزية.
يجب أن يلهم قبول وجدان شهرخاني وسارة العطّار كجزء من الفريق السعودي إلى الألعاب الأولمبية، بغض النظر عن أدائهما، ويشجّع العديد من الفتيات، من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول على ممارسة الألعاب الرياضية. وحتى يتسنى تجنّب البحث في اللحظة الأخيرة، كما حدث هذه المرة، عن رياضيات مؤهلات للألعاب الأولمبية المقبلة، يتوجب على السلطات السعودية اتخاذ الخطوات الضرورية لتوفير المرافق الصحية والتدريب للرياضيات التوّاقات للمشاركة. سوف يشكل ذلك خطوة مثيرة للاهتمام للنساء السعوديات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق