كذلك برز انتقاد البعض لفتوى الشيخ محمد حسان في مصر، لجهة السماح ببيع الآثار لمن يعثر عليها في منزله، رغم نفيه التام، بالإضافة لبيانات التأييد المتواصلة من قبل المدونين السوريين والعرب للطالبة طل الملوحي، التي اعتقلتها السلطات في دمشق، علاوة على انتقاد مدونة سعودية لقضية زواج الأطفال والحادثة الأخيرة التي زوج رجل فيها طفلته لآخر خمسيني بهدف شراء سيارة من مهرها.
فمن المغرب، أبرزت "مدونة علاش" التي تتناول قضايا الدفاع عن اللغة والهوية العربية في المغرب بشكل طريف قضية اسم المملكة المغربية، وعرض المدوّن لقصة تخيلها هو، يطلب فيها المغرب تبديل اسمه في الأمم المتحدة.
وجاء في المدونة الخيالية، تحت عنوان: "ماروك هو الاسم الجديد للمغرب" أن المملكة المغربية: "قدمت طلباً للأمم المتحدة بتغيير اسم الدولة إلى 'ماروك' بجميع اللغات، بما فيها العربية، وذلك خلال دورة الجمعية العامة المنعقدة أخيرا في مدينة نيويورك."
وتابعت المدونة: "وبرر السفير الماروكي القرار بالأسباب التالية: (1) لم يعد اسم المغرب، وهو كلمة عربية، يعكس التنوع الثقافي للبلاد بعدما أصبحت العربية لغة أقلية لا تستخدم إلا في نشرات الأخبار والبرلمان، (2) وجود أكثر من عشرين ألف مغترب فرنسي يعيشون في مدينة مراكش لا يستطيعون نطق حرف الغين في كلمة المغرب، (3) اسم المغرب يدل على أنه أقصى دولة في الغرب، لكن هذا لم يعد صحيحا علميا بعد اكتشاف الغرب الأمريكي (الويسترن)."
وختم: "وأخيرا، فاعتماد اسم ماروك ذى النبرة العصرية، بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية المذكورة أعلاه، سيزيد من احتمال قبول المغرب في الاتحاد الأوروبي، ولما لا تنظيم كأس العالم لعام 2040."
أما مدونة "متر الوطن بكام" التي كتبها هيثم ابوخليل، فقد تناولت بطريقة طريفة حياة المسلمين الجديدة، والفارق بينهم وبين أسلافهم من حيث المظهر والشكل وأسلوب الحياة، تحت عنوان: "رسالة من شاب رائع من اليومين دول ..إلى سيدنا النبي…!"
وقال المدون: "جاءت لي هذه الرسالة الرائعة اعبر الإيميل وللأسف غير موقعة باسم كاتبها، وفيها: أنا من أحدث أجيال المسلمين، تعرفت على كيفية أداء مناسك العمرة من خلال مقاطع على الـYouTu، ولم أسافر إلى الأراضي المقدسة على ظهر ضامر (جمل)، ولكن على متن إحدى طائرات الإيرباص، وكنت أقف أمام قبرك للمرة الأولى مرتديا جينز فاتح وتي شيرت كتب عليها بحروف إنجليزية بارزة adidas."
وأضافت الرسالة الموجهة للنبي محمد: "أنا من المسلمين الجدد الذين فرحوا لوجود فرع لـ Starbukcs بالقرب من مسجدك، حيث يمكن تناول بعض الأكسبريسو بين صلاتي المغرب والعشاء، وأزاحوا عن عقولهم هم البحث عن الطعام لوجود فرع لـKFC وآخر لـPizza hut في المكان نفسه. أنا من مسلمي الألفية الجديدة استعنت بالـRed bull لمنحي القوة اللازمة لأداء مناسك العمرة مرتين في اليوم…! واستعنت بال صن بلوك لاتقاء شر الشمس الحارقة أثناء الطواف بين صلاتي الظهر والعصر..! وشربت ماء زمزم مثلجا من الكولمنز المنتشرة في الحرم."
وتابع: "أنا من المسلمين الجدد الذين يقاطعون المنتجات الدنماركية ويطلبون الفتوى بالتليفون ويصلون على سجاد صيني الصنع مزود ببوصلة لتحديد القبلة.. أنا من المسلمين الجدد الذين يديرون قصصهم العاطفية بصلاة الاستخارة.. نحن الذين شهدنا انهياراً جزئياً في نظرية تزويج من ترضون دينه مقابل نجاح نسبي لنظرية الراجل ما يعيبوش إلا جيبه.. نحن الذين أطلق بعضنا لحيته تأسيا بتامر حسني، أما من أطلقها حسب السنة فهو موضع تفكير، إما من جهة مباحث أمن الدولة أو من جهة البسطاء."
ومتابعة للقضايا المصرية، تناولت مدونة "قطة الصحراء" فتوى الشيخ محمد حسان حول حق الشخص الذي يعثر في أرضه، وليس في أرض الدولة، على آثار بأن يتصرف بها ويبيعها، إلا إذا كانت تماثيل لأشخاص، فاستنكرت ما قاله ورفضته بشكل قاطع.
وقالت المدونة: "أنا بأمانة مكنتش ناوية أتكلم عن فتوى بيع الآثار اللي طلع لنا بيها في المقدر جديد محمد حسان، لأن الجميع اتكلم فيها وقامت الصديقة العزيزة دينا جاد برفع قضية (عليه) بعد إصداره فتوى لمساعدة اللصوص في بيع آثار مصر."
وتابعت: "هي دي برضو أخلاق رجال الدين؟ إلا هو يعنى إيه أصلا رجل دين؟ إذا كان النبي محمد نفسه ولا حد من الصحابة كانوا بيطلقوا على نفسهم رجال دين؟ هو ده بقى العالم الجليل اللي رميتوا عقولكوا في المراحيض وسلمتوا له ودانكو؟"
وختمت المدونة بالقول: "وليس بالغريب من يتاجر بالدين ويتخذ من كتاب الله وسنة رسوله وسيلة للاسترزاق انه يبيح سرقة الآثار المصرية .. لا وعلشان سرقتك تبقى حلال وتدخل الجنة صح لو لاقيت الآثار دي متجسد فيها وجوه أشخاص اطمسها وبيع يا لطفي."
ومن سوريا، تابع المدون عمر مشوح على مدونته "المرفأ" قضية اعتقال الطالبة طل الملوحي، التي قيل الكثير عن ظروف سجنها، حتى أن البعض سرّب أنها متهمة بالتجسس لدولة معادية لدمشق، فكتب تحت عنوان: "أردنا كسر قيدك .. فكسرت قيدنا !"
وقال مشوح: "لم يدر في خلد أحد أن يتحول يوم اعتقال الطالبة (طل الملوحي)، وهو يوم 27 ديسمبر 2009، إلى شرارة تشعل الحراك المدني والشعبي في سورية ! ذلك اليوم الذي لم يكن يتمناه الذين اعتقلوا طل بعدما ما رأوا نتائجه الآن وكيف أصبح بوابة الولوج إلى إحداث التغيير والمطالبة بالحرية بشكل لم يسبق له مثيل !"
وتابع: "فلو اجتمعت المعارضة السورية بجميع أطيافها ومعهم شرائح أخرى متنوعة من المساندين والداعمين وجميع الموارد اللازمة لما استطاعوا أن يُحدثوا هذا الضجيج وهذا الحراك الذي أحدثه المجتمع المدني والناشطين الإلكترونيين في سورية والدول العربية الأخرى من خلال قضية طل الملوحي."
وأضاف: "إن طل الملوحي فتحت للجميع آفاقا من الحركة والتعبير لم يكن يتوقع أحد أن تظهر أو أن تصل لهذا المستوى الذي جعل البعض يعتصم أمام السفارات السورية في عدة دول عربية وغربية ! آلاف المشاركين والمؤيدين على الفيس بوك .. وعشرات آلاف الرسائل على صفحات الفيس بوك وتويتر، مئات التدوينات وعشرات المقالات والأخبار ، كل هذا لم يكن يحدث إلا من خلال رغبة حقيقية في التغيير وأنه حان الوقت لكسر الأسوار الخفية التي تقيد الجميع."
وتحت عنوان "المزيد من حالات زواج الأطفال" تابعت "مدونة امرأة سعودية" قضية تزويج القاصرات في المملكة، من خلال القضية التي برزت إلى السطح خلال الأيام الماضية، حيث قام رجل في نجران بتزويج ابنته القاصر لرجل في العقد الخامس من العمر بهدف الحصول على مهر منه لشراء سيارة جديدة
وقالت المدونة: "انتظرت اليوم بطوله قبل أن أتمكن من كتابة هذا المقال بسبب ما شعرت به من الحزن والإحباط، ولكن ما فائدة ما أشعر به وأنا دون قدرة على القيام بأي شي حيال هذه القصص المرعبة عن تزويج فتيات يبلغن من العمر 10 و12 و13 سنة فقط من رجال يكبروهن بعقود."
وتابعت: "في نجران، جرى تزويج فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً لرجل في العقد الخامس من عمره، ولم تنفع معارضة جد الفتاة وعمها، إذ أن والدها أصر على تزويجها لأنه يرغب في شراء سيارة جديدة مستخدماً مهرها."
وأضافت: وفي قضية أخرى ظهرت قبل أيام، قال الشيخ سعيد الجليل إنه قد طُلب منه قبل عامين تزويج فتاة في العاشرة من رجل يبلغ من العمر 34 سنة، وقد حاول منع الزواج وتحدث لوالدة الطفلة ووالدها، ولكنهما أصرا على موقفهما، فاضطر لتزويجها لأن القانون لا يمنع ذلك."
وتابعت المدونة: "هذه القصص تثير غضب ومعارضة الكثير من السعوديين، بمن فيهم أفراد من العائلة المالكة... البعض ما زال ينظر إلى النساء على أنهن قاصرات، بصرف النظر عن عمرهن، فيمنعهن من قيادة السيارة ويضعهن تحت رحمة الوصي في التعليم والعمل والزواج ورعاية الأطفال. نريد قوانين تشير إلى حقوقنا كبشر وتحمي بناتنا من هذه الفظائع."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق