إلى من جعل الله له سلطاناً علي في الدنيا.. إني هنا كما تريدون.. أسجن بلا
جرم.. والدي (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان). قف يا والدي.. أرجوك ثانيةً
واحدةً فقط.. أخبرهم أن يدي ما إمتدت إليك يوماً إلا بالخير والعطاء..
والدي أنا فلذة كبدك.. لقد وأدتني وأنا حية بلا ذنب.. فلما جعلتني أفارق
الحياة وقلبي ما زال ينبض حزناً وألماً.. رباه إني هنا على سرير من حديد
تتساقط أدمعي رغماً عني.. أيها الحديد عذراً لإقتحامك رغم قوتك.. ولكني
سأبعث أصداء صوت يشتكي فراق أم لإبنها.. إبني حبيبي (البراء) آهات أرددها
ودموع مزقت أحشائي.. أين أنت يا بهجة حياتي لقد كان العيد بدونك مأتماً..
لقد أتشحت أيامي بالسواد لفقدك يا أعز الناس.. صغيري ثمة بريق نور ولابد أن
نلتقي يوماً.. ولينتقم الله لي من….. ظلمني وظلمك معي.. أنا لست ورقة تنسى
ولا كتاب يهمل.. أنا هنا.. أنا بشر.. ينبض بالحياة.. ذنبه أنه لم يرضى ولم
يخضع للظلم.. وجرمه أنه رفض الرضوخ لسلطة الإستبداد.. وسلب المرأة
حقوقها.. أنتم تعلمون وهم يعلمون يقيناً أني لست مخطئةً ومذنبة.. أمهلتكم..
فتركتوني وتناسيتموني.. عفواً أعذروني.. آن الآوان أن يسمع الأحرار صوتي..
كلمة شكر أكتب كل حرف فيها بتحية وإمتنان.. لكل من شاركني الإحساس فأنتم
بعد الله عز وجل سبب صبري وتجلدي.. أنتم يا من طالبتم بحريتي وتفاعلتم مع
قضيتي.. لن أوفيكم حقكم ما حييت فأنتم صوت الوطن الحر.. الرافضين للظلم
تواقين للعدل شباباً وشابات كتبوا عني في الانترنت دفاعاً ونصرة.. شكراً
لكم فلقد هانت علي الستة أشهر التي قضيتها في السجن لحد الآن.. سيدي وأميري
الفاضل خالد الفيصل.. نبأ لي أنك قد أنصفتني فأصدرت إمارتكم تقريراً يثبت
الظلم الذي وقع علي.. كما أمرت بإحالتي إلى دار الحماية الإجتماعية.. وأنا
لم أزل في إنتظار تطبيق أمركم.. ولكم مني هنا من سجني وافر الشكر
والعرفان.. وأخيراً اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك.. اللهم لك
الحمد.. فرغم قسوة ما عانيت إلا أني قد أيقنت أنك ناصر المظلومين ولو بعد
حين.. لك الحمد يا الله أن سخرت لي أناساً لا يعرفونني فيدافعون عني إلهي
فلا تكلني إلى نفسي فكن معي فأنت نعم الناصر ونعم المعين.. من وراء
القضبان في سجن بريمان بجدة سمر محمد بدوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق