الأحد، 2 ديسمبر 2012

الجزائر والبوليزاريوو دعم للرئيس الأسد الطاغية .لمادا الجزائر تدعم الطغاة كما حدث عع القذافي رحمه الله

كثيرا ما يتساءل المتتبعون للشأن السياسي المغاربي عن خلفية التشبت الجزائري الجنوني بالقضية الصحراوية، إلى حد أضحت معه القضية الشغل الشاغل للدبلوماسية الجزائرية، كأنها قضية وطنية بامتياز، وكثيرا ما كانت الأقلام المتناولة للعلاقات المغربية الجزائرية تذهب إلى كون المسألة تدخل في إطار السياسة الجزائرية الرامية إلى إشغال المغرب بقضايا تثنيه عن مسايرة الطموح الجزائري في الريادة الإستراتيجية للمنطقة المغاربية، بإ عتبارها عقيدة وطنية راسخة منذ الحقبة البومديانية .

إلا أن تطور الأحداث بشكل متسارع في السنتين الأخيرتين، بفعل تبعات الربيع العربي، أزال الستار على الكثير من الأشياء والخبايا التي كان تدخل في باب الأسرار الوطنية الخاصة، ليتأكد لنا بشكل لا يدع مجالا للشك ، أن الجزائر تتخد من الجبهة، إحتياطيا إستراتيجيا قابلا للتوظيف السياسي أو العسكري كلما إقتضت المصلحة العليا ذلك، من قبيل شن حروب بالوكالة أو تمويه تدخل جزائري في قضايا إقليمية، وقد توضح ذلك جليا مع تأجج الأوضاع في ليبيا ، بشكل دفع القدافي يطلب يد المساعدة من أقرب حلفائه وعلى رأسهم الرئيس بوتفليقة، حينها وجد هذا الأخير في القوة العسكرية المعطلة للجبهة خير وسيلة لتلبية طلب العقيد، للخروج بسلام من قضية ـ كانت الأجهزة الجزائرية تدرك بأنها خاسرة ـ بأقل الخسائر ودون تورط مباشر، لذلك تعمدت إسناد الإشراف على الدعم اللوجستيكي للإستخبارات العسكرية لضمان السرية، كما عمدت على التأكيد على عناصر الجبهة على إخفاء الهوية الصحراوية في حالة الأسر، والإدعاء بكونهم مرتزقة من شمال موريطانيا . 
نفس الشيء بدأ يرشح عبر قصاصات الأنباء الدولية  في هذه الأيام، عن إحتمال وجود دعم جزائري للرئيس الأسد الذي بدأ يشكو من نقص كبير من الأفراد، بفعل تواتر عمليات العصيان والإنشقاق، لذلك لا نستبعد هنا تكرار السيناريو الليبي مرة أخرى، خاصة مع تأكد وصول المئات من القناصة الإيرانيين لدمشق .
وهكذا يبدو واضحا السر في تشبت الجزائر الكبير ببقاء مليشيات الجبهة داخل أراضيها، عن طريق العمل على إطالة عمر النزاع، قصد التوظيف الإستراتيجي لهذا التكثل البشري بشقيه المدني والعسكري، على المستويين الخارجي ـ كما أسلفنا ذكره ـ والداخلي كما تجلى ذلك بتضخيم اللوائح الإنتخابية الجزائرية لولاية تندوف، بأسماء ساكنة المخيمات الصحراوية، كما أظهرت ذلك بعض البطائق الإنتخابية  المسربة للصحافة ، إبان التشريعيات الجزائرية الأخيرة ، قصد دعم فوز الحزب الحاكم . وعسكريا إذا صحت أقوال بعض العملاء السابقين للمخابرات الجزائرية في إحدى المواقع الإلكترونية ، أن الأجهزة الجزائرية إتخدت من قواة الجبهة، إحتياطيا إستراتيجيا قابلا للتوظيف في الجزائر إذا تطورت الأوضاع  بشكل غير قابل للسيطرة، عندما تصل عواصف الربيع العربي للبلاد .
من هنا تتضح خبايا التشبت الجزائري بالقضية الصحراوية، مع العمل على إطالة عمر الصراع، خدمة لأجندتها الخفية، المصبوغة بمبدأ مساندة شعوب العالم الثالث على تقرير المصير ، وعلى رأسهم الشعب الصحراوي، الذي وجد نفسه رهينا للسياسات السرية الجزائرية ، التي تعمل على الزج به في حروب وقضايا لا ناقة له فيها ولا جمل....؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق