الأحد، 2 ديسمبر 2012

فتنة التصوف.

أعظم فتنة ابتلي بها المسلمون قديماً وحديثاً هي فتنة التصوف. هذه الفتنة التي تلبست للمسلمين برداء الطهر والعفة والزهد والإخلاص، وأبطنت كل أنواع الكفر والمروق والزندقة، وحملت كل الفلسفات الباطلة ومبادئ الإلحاد والزندقة. فأدخلتها إلى عقائد الإسلام وتراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفسدوا العقول والعقائد. ونشروا الخرافات والدجل والشعوذة، ودمروا الأخلاق، وأتوا على بنيان دولة الإسلام من القواعد إذ حارب المتصوفة العلم والجهاد والبصيرة في الدين، بل والزواج والعمل والكسب، فنصبوا للقرآن والسنة حرباً لا هوادة فيها، وحرفوا الناس عن تعليمها بكل سبيل زاعمين تارة أن القرآن والسنة علم أوراق وظواهر وأن علمهم الباطني علم أرواح وحقائق واطلاع على الغيب ومشاهدة وتارة أخرى زاعمين أن أورادهم وأذكارهم تفضل ما في القرآن والسنة آلاف بل عشرات الآلاف من المرات وتارة ثالثة واصفين كل علماء الشريعة بأنهم محجوبون مرتزقة ظاهريون جامدون، لم يتذوقوا الحقائق ولم يشاهدوا الغيب، واختص المتصوفة أنفسهم وهم بوجه عام من الزنادقة المبتدعين والكفار المستترين بأنهم أهل العلم اللدني والحقيقة..

إن الدارس للتصوف يصل إلى نتيجة وهي أن التصوف ليس له حد معروف عند معتنقيه ، فكل يعرف بما هو حاله ومقامه ولا أدلة على ذلك إلا كثرة التعاريف حتى فاقت الألف تعريف كما قل .

وهذا الأمر جعل من التصوف أرض خصبة للدعوات الباطنية لتنتشر في الأمة الاسلامية تحت مسمى التصوف ، وذلك لأن التصوف لا يعتمد على الكتاب والسنة فقط بل له مصادر أخرى ينهل منها لم ينزل الله عز وجل بها من سلطان ، مثل دعوى الكشف وعلم الغيب ودعوى التلقي عن الله عز وجل .
ومما يسهل على أصحاب هذه الدعوات باستغلال التصوف لنشر باطلهم هو القاعدة الصوفية لا تعترض فتنطرد ، فكل ما يجيء به الشيخ من مخالفات لما عليه أهل السنة والجماعة لا يجد من يعارضه مخافة الانكار على الشيخ فيخسر الدينا والدين وتكون له خاتمة السوء كما هو معروف عند المتصوف .
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق