بدءا
من الصين والهند ، مرورا بفارس ووادي الرافدين واليمن الى الشام ووادي
النيل ، أشادت شعوب تلك المواطن ، ومنذ آلاف السنين ، حضارات عدّها الكثير
مهدا لأولى الحضارات التي هبت رياحها لاحقا بتلاقحات متتالية عبر القرون
الى شعوب مثل اليونان وروما وغيرها مما يليها غربا. والإستثناء هم الأعراب
بدو الصحراء الذين ما أثرت فيهم كل تلك الرياح الحضارية فآثروا واستأنسوا
حياة الترحال بين الرمال بحثا عن آبار مياه لهم ولأنعامهم من البعـران ،
شكلت لهم تلك الآبار مواطن أقرب الى قلوبهم من آبار النفط في
القرن العشرين. فكل تلك المناطق بصحارى البدو الأعراب بجزيرة العرب لم
تشهد أبدا حضارة من أي نوع كان رغم قرب اليمن
وحضارتها جنوبا ، ووادي الرافدين ، وحضاراتها سومر وأكد وبابل ، والشام
شمالا. وبقي هؤلاء الأعراب في عالمهم الخاص بعيدين عن أي تفاعل كان مع كل
تلك الحضارات لأسباب عدة منها تخلفهم الجيني وعصبيتهم القبلية التي ما
زالوا يأنسون لها ، وأنهم على حق دائما وغيرهم على باطل . فـعجز الإسلام أن
يذلل فيهم تلك العصبية ، رغم الأسس الحضارية النبيلة التي حاول غرسها فيهم
، ونهيهم عن العصبية وحثهم على النأي عنها كونها "منتنة" ، أي جيفة.
فهؤلاء الأعراب ألفوا الجيف ، وأكلتهم المفضلة حيوان الضب ، رغم أن الحديث
الشريف حثهم على تجنبه ، لقذارته.
وحاضرنا
يشهد أن معظم شعوب الأرض تتفادى الإحتكاك بهؤلاء الأعراب ، أوالإقتراب
منهم ، لأنهم مصابون بالطاعون العقلي الذي يحول بينهم وبين محاولة التفكير
باللحاق بباقي الشعوب التي ما زالت تحبو في سلـّم الإنجاز الحضاري. فلا نرى
الكيانات الأخرى إلا متخذة من هؤلاء الأعراب جسورا لخدمة مصالحها وسعيها
للإستحواذ على النفط ومناطق النفوذ. ويتلذذ الأعراب في إنباطاحاتهم الأبدية
للآخرين ويأنسون لكل من يريد إمتطائهم كما الدواب ، ولسبب بسيط لأن
الأعراب بالغريزة يدركون أنهم ليسوا أهلا بمكانة البشر الآدميين الذين
كرمهم الذكر الحكيم ، إذ يكرّ عليهم المرة تلو الأخرى في أكثر من ثلاثين
آية محكمة تذمهم بأقذع الصفات و ألذعها ، تحذيرا منهم ، "إن الأعراب أشد
كفرا ونفاقا وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله".
حتى
أن صاحب الرسالة السمحاء ، عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، ذمهم بـأعنف
الأوصاف " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت!". فالأذى كامن فيهم متأصل في جيناتهم ،
كما أطلق على تركيبة البشر أيامنا هذه ، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ،
في توديعه للقرن العشرين ، واصفا إكتشاف العلماء لخارطة الجينات البشرية –
Human Genome
- كأبرز إنجاز بشري للألفية الثالثة. أما
الأعراب فما زالوا يعيشون على هامش ألفيتهم الخاصة بهم لوحدهم ، فلا هم
بالبشر حتى يغاروا من إنجازات الآخرين الحضارية ، ولا هم قادرين جينياً على
اللحاق ببقية بني آدم ، أي أنهم استسلموا ليأسهم في أن يكونوا مجرد بشر ،
أياً من البشر. وظل أنيسهم في ما يسمونه أدبا أشعارا من قبيل " ويعـشق
ناقـتها بعـيري" ، والذي أصر الراحل طه حسين على أن ما نسب منه الى جاهلية
الأعراب ما هو إلا أدب منحول .. ويبقى من الإسلام ، وتفاعل الأقوام غير
الأعراب مع تلك الرسالة النبيلة ، الفريدة ، الفذة. فـطه حسين من حيث لا
يدري نفى عن الأعراب أي تمازج مع رسالة الإسلام السمحاء ، أو تأثيرها فيهم ،
" و لمـّا يدخل الإيمان في قلوبكم " ، أي أن
الأعراب بقيوا على همجيتهم في القتل والسلب والنهب والتلذذ بساديتهم
الفطرية في سفك الدماء ، يعتبرونها رجولة وبطولة وكسرا لأنوف الشعوب التي
احتضنت الدين الجديد ، والأكثر حضارة في تاريخ
البشرية – بلاد فارس. وما يثبت صحة أذاهم للغير وإصرارهم عليه هو عدم
إذعانهم للواضح الجلي من الأمور ، حتى في الدين الذي يدّعون إتباعه نفاقا ،
وهم يقرؤون القرآن بنفاق أدهى وأمر ، " لا يرقى تراقيهم " ، لأنهم ليسوا
ببشر ، بل محظ منافقين ، والدليل آيات الذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه.
فإلى
جانب تحذير صاحب الرسالة السمحاء ، عليه وآله افضل الصلاة والسلام ، وأمره
إياهم بترك العصبية ، لأنها منتنة وفيها مهلكتهم ، تراهم ومنذ أكثر من
1431 عام ما زالوا مصرين على التمسك بها كونها منجى لهم ومعتصم! من ماذا؟
لا يعلمون. ومن الأسباب الغريزية فيهم والتي تلزمهم التمسك بهذا العناد على
التعصب هو شعورهم الثابت والدائم بالدونية تجاه باقي الشعوب صاحبة
الحضارات منذ آلاف السنين ، خصوصا تلك الأقرب إليهم جغرافيا – أهل وادي
الرافدين وما جاورها. وحين سئل عليه وآله أفضل الصلاة والسلام من أي
الأقوام أنتم؟ أجاب نحن من نبط كوثى (بوادي الرافدين) ، زاد حسدهم وتعصبهم
لكل أهل كوثى سابقا وحاضرا ، وارتضوا أن يكونوا أبدا طابورا خامسا ومطية
لكل من يريد الأذى بأهل كوثى والجوار من أهل الحضارات. و هؤلاء الأعراب
المنافقين قد حذر من شرهم ، الجيني المتوارث فيهم ، أخا صاحب الرسالة
عليهما وآلهما السلام: " اللهم اكفني شر أهل نجد ". فالمستعيذ بالله العلي
القدير من شر أعراب أهل نجد يعلم علم اليقين أن هؤلاء ذوي عصبية لا علاج
لها سوى القبر.
ومن
تعصبهم ، ومن يتبعهم من أقرانهم من أشباه البشر ، أنهم يقرؤون ومنذ أكثر
من 1431 عام ، آية في سورة الجمعة ، ويديرون ظهورهم لها غير آبهين بنفاقهم
الجلي ، وإنكشاف عوراتهم أمام باقي المسلمين من غير الناطقين بالعربية ،
ودونما وجل ولا حتى ظاهر من موادعة ، لأنهم آيسين من رحمة الله التي وسعت
كل شئ ، كأنما يقولون لأنفسهم المجبولة على النفاق: حتى لو أردنا العودة
الى طريق الصواب فلن يغفر الله ولن يغفر لنا الغير جرائمنا التي اقترفناها
بحقهم طوال أكثر من 14 قرن ، وسنمضي على ما مضى عليه آباؤنا الأولين ، فهل
كان جميعهم منافقون؟ كلا! هكذا يحدثون أنفسهم التي جبلت على الدونية تستجلب
النفاق. إذ أصبح النفاق والإستمرار فيه ملجأهم الوحيد ، كالمحكوم عليه
بالإعدام المؤجل التنفيذ ، لا يعلم متى يأتيه القصاص.
شعورهم
الأبدي بالدونية تلجئ هؤلاء الأعراب على الإصطفاف مع من هو الأقوى الذي
يتبعه كبيرهم ، شيخ القبيلة ، وولي نعمته ونعمتهم ، أي أعداء الإسلام أياً
كانوا ، صهاينة أم أصحاب مشروع هيمنة غربي ، لا يهم ، أما المسلم عندهم
فـضالّ ، أو ابن متعة في أحسن الأحوال ، يحقد على العرب لأنهم كسروا أنوفهم
منذ سالف الأزمان. أي أن الدين عندهم كسر أنوف ، وقطع أطراف ، وتمثيل
بالجثث ، وإسالة للدماء ، وبغير هكذا أساليب أعرابية فهو ليس بدين وليس
بسؤدد وعظمة ، تماما كما اعتادوه في صحاريهم ، ومعاركهم التي لا تنقضي حول
آبارللمياه عزيزة وأولوية الإستقاء – حتى والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله
وسلم بينهم ، حين تضاربوا بجريد النخل وبالنعال.
فإذا
ما حاجهم المسلم ، الأعجمي من غير الناطقين بالعربية ، أن الإسلام ليس فيه
لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى ، لا يقوون على جواب منطقي لأنهم مصابون
بالطاعون العقلي على الدوام وفي كل الأزمان. وإذا ناقشتهم فيما ابتدعوا من
رضاعة للكبير على سبيل المثال ، تنافخوا ، واستعفطوا ،وتحامسوا ، هيجانا
وأثارة ، أن ذلك جاء في أصح الصحاح ، ومن ينكر ذلك فقد تجاوز على قداسة
الرواة ، ومأواه النار ، فتلك بدعة ، وكل بدعة
ضلالة ، وكل ضلالة في النار. قضي الأمر عندهم ، حتى وإن ضحكت من جهلهم دنيا
الناس جميعا ، فـالعقل عندهم في إستقالة دائمة ثابتة. هذا هو قدرنا مع
هؤلاء الأعراب الأشد كفرا ونفاقا.
وإذا
ما سألتهم عن أولوية القرآن شهدوا بها ، وأن ما جاء فيه هو البيان ،
وتفسيره نتركه لأهل العلم منـّا. وتسألهم: أما تقرؤون على إمتداد القرون
الخوالي من هذا الزمن الضنين الذي ابتلانا بكم أيها العربان ، آية محكمة من
سورة الجمعة ، يتلوها عليكم الإمام في صلاتكم الجامعة " وآخرين منهم لمـّا
يلحقوا بهم "؟ فـهـل لديكم كتاب آخر أصح من صحيح البخاري ، وأنتم تقرون
ولا تنكرون أنه أصح كتاب بعـد القرآن؟ فلماذا تتبعون الضد مما نصّ عليه
القرآن ، والضد مما جاء في صحيح البخاري ، وأنتم تعلمون؟ لا جواب. على قلوب
أقفالها! كيف تدعون الإسلام وتناصرون أعدائه على إخوانكم في الدين؟ أهناك
إجازة خاصة بكم دون باقي المسلمين؟ إذ يدعي البعض منكم أن رضاعة الكبير
جاءت خاصة في سالم مولى أبي حذيفة وأمه بالرضاعة سهلة بنت سهيل بن عمرو ،
وأنتم تعلمون أن سالم من فارس؟
ترضون
لسالم مولى أبي حذيفة خط شاربه إلتقام أثداء بنات أخوات أمهاتكم ومصّها
خمسا من الرضعات مشبعات تدعون نسخن عشر من العاديات!! فأي
قرود أنتم؟
وتضربون
عرض الحائط بالقرآن والبخاري في تفسيره آية " وآخرين منهم لمـّا يلحقوا
بهم" وأنهم قوم سلمان الفارسي!
فما
الفرق بين سالم الفارسي وسلمان الفارسي ، وكليهما فارس؟
آه
.. زيادة حرف النون! آه .. ثم آه من نون النسوة آه ، وضعت نقطتها ليلا في
فم سالم الفارسي وأغفلت سلمان الفارسي في وضح النهار!
فأي
قرود أنتم؟
وهل
نزلت في سالم الفارسي آية محكمة دون العالمين؟ أي
قرود أنتم؟
يا
رب كفى بقرا ، إن البقر تشابه علينا .. وحليب أمهاتهم اللائي أرضعنهم جفّ
في ضروعهن!
أتقدسون
الفرد وتضادون الجمع ، وبأي حق وسند؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقـيـن.
بل كاذبون أنتم أبدا تأفكون ، ومنافقون أخذتكم العزة بالإثم وتملككم
الشيطان فأنتم قرنه حذرنا منه نبي الإسلام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
ماذا تقولون في هذا التفسير الذي يلفح وجوهكم ، منزوعة الرحمة ووجدان
الإنسان ، وعيونكم ، ليل نهار ، من صحيح البخاري في تفسيره، باب
قوله " وآخرين منهم لمـّا يلحقوا بهم ":
4946 ـ حدثني عبد العزيز بن عبد
الله، قال حدثني سليمان بن بلال، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة،
رضى الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم " قال قلت من هم يا
رسول الله فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا، وفينا سلمان
الفارسي، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
على سلمان ثم قال " لو كان الإيمان
عند الثريا لناله رجال ـ أو رجل ـ
من هؤلاء ".
4947 ـ حدثنا عبد الله بن عبد
الوهاب، حدثنا عبد العزيز، أخبرني ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم " لناله رجال من هؤلاء
".
فلم تحادون أهل الإيمان يبلغوا الثريا ، ورجال آخر
الزمان ناصري الإسلام؟ فأين الثرى من الثريا؟ أيجادل سفيه منكم أنكم لستم
سوى منافقين ، فجهنم في إنتظاركم ، وقودها الناس والحجارة ، أعدت للكافرين ،
وأنتم الأعراب الأشد كفرا ونفاقا. فإلى أين تفرون؟ " من كان له الشيطان
قرينا فساء قرينا ". وأنتم حكمتم على أنفسكم خيار الذهاب الى جهنم طائعين
.. فبئس المستقر سقر، والى جهنم وبئس المقر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق