الأحد، 16 ديسمبر 2012

امريكا تستميل الاخوان لدعمها بالحرب على ايران


اقبل ساعات من بدء الاستفتاء على الدستور الجديد الذي ترفضه سائر القوى المدنية ويرحب به الاسلاميون من قبيل 'ما لا يدرك كله لا يترك كله'، استنفرت الصحف القومية طاقاتها بعد ان بات الاخوان عبر مجلس الشورى هم المشرفون عليها من اجل حض الناس على ان يقولوا 'نعم' للدستور.
'الاهرام' نسبت لفريق كبير من اساتذة الجامعات ان الدستور الجديد والقبول به يعد خطوة عظيمة نحو الاستقرار الذي تنشده البلاد. ومع 'الاهرام' سارت صحف 'الاخبار' و'الجمهورية'، حيث دعمتا مطلب الرئاسة والتيار الاخواني بحض الجماهير لدعم الاستفتاء بنعم للدستور عبر مقالات لرؤساء تحريرها، غير ان عددا من الكتاب فيها هاجموا الداعين للمقاطعة او التصويت بلا، وعلى العكس سارت الصحف المستقلة، فقد جاءت عناوينها ومقالات معظم كتابها تحمل على الرئيس وانصاره باستثناء بعض منها حضت معظمها المواطنين على رفض الاستفتاء. 'المصري اليوم' تحدثت في موضوعها الرئيس عن جهود الجيش لضبط الامن بالقول: 'الدبابات نزلت استعدادا لمعركة نعم ولا'. 'الصباح' بدورها اشارت للمعركة المرتقبة بين الفريقين، و'اليوم السابع' توقعت مواجهات بين انصار الرئيس ومعارضيه.
من جانبها جيشت الصحف الناطقة بلسان التيار الاسلامي المواطنين نحو التوجه لصناديق الاقتراع والتصويت بنعم للدستور، فكتب 'الحرية والعدالة'- لسان حال حزب الاخوان المسلمين تقول: ' المصريون يزحفون نحو صناديق الاقتراع للتصويت بنعم للدستور'. فيما ذهبت صحيفة 'الفتح' الى نشر فتوى لجمعية الاصلاح والفتوى التي تضم عددا كبيرا من رموز التيار السلفي تشير الى وجوب ان يصوت المواطنون بنعم من اجل دعم الرئيس والصالح العام، بينما حظيت صحف 'التحرير' و'الدستور' و'الصباح' بهجوم واسع على الاستفتاء والرئيس والاخوان بالجملة:

مصر بين رفض الاستفتاء
والقبول به تنتظر كارثة

نبدأ رحلتنا مع عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة 'الاهرام'، والذي اهتم بان يلقي الضوء على الاخطار الاقتصادية التي تنتظرها مصر للحد الذي دفع الكثير من الاقتصاديين لمزيد من التشاؤم باعلانهم ان البلاد على شفا الافلاس، واستشهد سلامة بتصريحات وزير المالية، التي اشار فيها بان المليونيات المتعاقبة اسفرت عن خسائر قدرت بمئة مليار جنيه، فضلا عن اغلاق اربعة الاف مصنع وتسريح قرابة نصف العاملين في قطاع السياحة، واعتبر سلامة بان الأزمة ستطال الجميع، داعيا المعارضة للرشد، والاغلبية القيام بمهامها من اجل انقاذ البلاد من الخراب الذي يحدق بها، والقى باللائمة على الذين يدعون بمقاطعة الاستفتاء والداعين لتخريب المؤسسات غدا'.

النفوس متخمة بما هو اسوأ من المعلن بكثير

وتطرق لفشل الاجتماع الذي كان مقررا ان يعقد بين قيادات الجيش والقوى الوطنية قائلا: 'كانت الدعوة، التي وجهتها القوات المسلحة للم شمل القوى الوطنية مع السلطة قبيل الانتخابات، بمثابة محاولة لتهدئة الاوضاع كان يمكن البناء عليها مستقبلا، الا ان ردود الافعال على هذه الدعوة قد حالت دون تنفيذها، وهو ما يؤكد ان النفوس متخمة بما هو اسوأ من المعلن بكثير، ولو ان مصلحة الوطن كانت في الاعتبار لما رفض اي فصيل دعوة بهذا الشأن، وخاصة في هذه الظروف التي تتطلب حكمة ورجاحة عقل بالدرجة الاولي، لامتصاص حالة الغليان هنا او التطرف هناك، وربما تكون القوات المسلحة قد ادركت، جراء هذا الموقف، الى اي مدى وصلت الامور، والى اي مدى يمكن ان تصل، وهي التي يقع على عاتقها، الى جانب وزارة الداخلية، تأمين عملية الاستفتاء، وهو ما يجعلنا نناشد عامة الشعب ان يكونوا على مستوى المسؤولية في مساعدة الجيش والشرطة في هذه المهمة لتفويت الفرصة على كل من يريد تعكير اجواء مصر.

كلمة الشعب في النهاية سوف تتصدر المشهد

على اي حال.. الكلمة غدا للشعب، وباستطاعته ان يسطر فصلا جديدا في تاريخه المجيد، واذا كانت هناك خلافات بين القوي التي تحاول فرض نفسها على الساحة الان فان كلمة الشعب، في النهاية، هي التي سوف تتصدر المشهد، وما على هؤلاء واولئك الا الامتثال لارادة هذا الشعب الذي كان، دائما وابدا، نموذجا في الوطنية، وكلمة الشعب بالاستفتاء لا تنتظرها الصناديق فقط، بل ينتظرها العالم بأسره ليحكم على التجربة المصرية سلبا او ايجابا، وكلمة الشعب غدا ليست مجرد مرحلة، وانما هي مستقبل وطن، ومستقبل اجيال، بل ربما ترقي الى مستقبل منطقة باسرها تتطلع الى مصر النموذج، ومصر القدوة، ومصر ام الدنيا، ولم لا؟! وهي بالفعل ام الدنيا.

شاركوا في الاستفتاء من اجل مصر

وعلى خطا عبد الناصر سلامة دعا فاروق جويدة في 'الاهرام' المواطنين للمشاركة في الاستفتاء بنعم او لا: ايا كان رأيك في الدستور، سواء كنت موافقا ام رافضا لا تتنازل عن حقك في التصويت امام لجان الاستفتاء.. مهما كانت درجة الاختلاف في الرأي لا بد ان نمارس حقنا في الرفض والقبول.. ان هذه هي اول دروس الديمقراطية، ومهما كان الطريق صعبا وقاسيا الا ان المسؤولية تجاه الوطن والمستقبل والحرية تفرض علينا ذلك.. لقد حدث انقسام شديد بين فئات المجتمع المختلفة حول هذا الدستور ابتداء بتشكيل الجمعية التأسيسية الاولى ثم الثانية.. ولا شك ان هناك تجاوزات كثيرة في تشكيل الجمعية وانه كان من الممكن ان تكون افضل من ذلك بكثير في تنوعها وشخوصها وافكار المشاركين فيها.. وكان من الممكن ايضا ان ينعكس التنوع في الافكار والمواقف على المسودة النهائية للدستور، حيث سيطر عليها فكر واحد واتجاه واحد.. وكان من الممكن ايضا ان نجد الان بين ايدينا دستورا افضل في مواده وصياغته وتصوره لمستقبل هذا الوطن ولكن هذا ما حدث وعلينا الان ان نشارك في هذا الاستفتاء رفضا او قبولا.
ان البعض يرى ان نجلس في بيوتنا ولا نذهب للاستفتاء لان ذلك سيكون افضل وسيلة للاعتراض والرفض، وفي تقديري ان هذه السلبية اعتداء صارخ على حق المواطن المصري لان قواعد اللعبة الديمقراطية تقوم على المشاركة، سواء وافق المصريون على الدستور ام رفضوه.

فرص نجاح الاسلاميين باتت محدودة

ونبقى مع 'الاهرام' ومكرم محمد احمد الذي عبر عن اعتقاده بان رهان الاسلاميين على الشارع لدعمهم تقلصت فقال: 'اذا كان الاتجاه الغالب لقوى المعارضة المدنية هو مقاطعة الاستفتاء وليس الذهاب الى صناديق الانتخاب، فاغلب الظن ان فرص الصدام بين الناخبين امام مقار الاستفتاء سوف تتقلص كثيرا، رغم ان اجراء الاستفتاء على مرحلتين تستغرقان اسبوعا سوف يساعد على المزيد من الاضطراب والقلق في الشارع المصري، لان الاصل في كل الاستفتاءات ان تتم في يوم واحد تعلن في نهايته نتائج الاستفتاء منعا للبلبلة والشائعات، خاصة ان شباب الثورة المقاطعين للاستفتاء سوف ينشطون في الشوارع والميادين للترويج لفكرة المقاطعة في الوقت الذي تنشط فيه قوى جماعة الاخوان والسلفيين في عمليات حشد الموالين بما يزيد من احتمالات صدام الجانبين في هذا اليوم العصيب!
والواضح من اتساع حجم المعارضين ان فرص تمرير الاستفتاء بنسبة موافقة عالية سوف تكون محدودة رغم ان تيارات الاسلام السياسي سوف تستثمر قدرتها على الحشد الى حدودها القصوى، وربما يكون من الصعوبة بمكان ان يحصد الدستور الجديد موافقة اغلبية معتبرة تحصنه من غضب الشارع السياسي وتضمن رسوخه وبقاءه، وبدلا من ان يكون الدستور الجديد عنصر تصالح ووفاق يصبح عاملا مضافا يزيد اسباب الفرقة والاستقطاب ويباعد بيننا وبين الاستقرار الذي تحتاجه مصر كي تتفرغ لمشاكلها الحقيقية'.

الفرق شاسع بين مرسي وديغول

ونتحول نحو المعارك ضد الرئيس المنتخب، فعلى لسان سليمان جودة في 'المصري اليوم' والذي تربطه علاقة حميميه برجل الاعمال احمد بهجت المعادي للرئيس ولجماعته كتب جودة مشككا في استيعاب مخ محمد مرسي تحت عنوان 'خلايا في مخ مرسي' كتب: 'اذا كان الدكتور محمد مرسي يراهن على ان يصوّت المصريون، في غالبيتهم، بـ'نعم' على الدستور، في استفتاء الغد، فان عليه ان ينتبه جيدا الى ان المشكلة بالنسبة له ليست ابدا في ان تأتي النتيجة بـ'نعم'، فالمهم كيف تُقال 'نعم' هذه، وفي اي ظروف ليست هي المشكلة، فان عليهم وعلينا ان نفتش عن رجل اسمه شارل ديغول، فعنده درس بليغ لنا جميعا، ثم للرئيس وجماعته بشكل خاص، وهو لا يمثل قيمة لمجرد انه انشأ الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958، فصارت اساسا راسخا قام على قواعده حاضر فرنسا المضيء لا.. كان بطلا، لانه حين جاءه يوم كان عليه فيه ان يقرر ما اذا كان سيبقى في كرسي الحكم ام يغادره جاء الاستفتاء ليقول ان 62' راضون عن اداء ديغول وراغبون بالتالي في بقائه، لكنه، من جانبه، احس بانها نسبة غير كافية للبقاء، وانه اذا كان 38 فرنسيا، من بين كل مائة فرنسي، غير راضين عنه، ولذلك اتخذ قراره بان يرحل، وان يعود الى قريته ليموت فيها في هدوء، ليس هذا فقط، وانما تبين بعد موته ان ارملته عاجزة عن دفع فاتورة التدفئة في البيت، فغادرته هي الاخرى الى بيت راهبات، حيث ماتت هناك! ماذا يعني هذا؟! يعني اننا امام رجل كان يجيد ترجمة 'الاشارات' الصادرة عن شعبه اليه.. تبحث عن ترجمة لدى 'مرسي' لاشارات حوله فلا تقع على اي اثر، بل انك تكاد تقع على العكس تماما، الترجمة في مخ د. مرسي ليست معطلة وانما تترجم الشيء في الغالب على عكس معناه.

كيف ينام ودم ابوضيف معلق في رقبته؟

ومع مزيد من الهجوم على الرئيس في 'المصري اليوم' حيث يتخذ حمدي رزق من رثاء شهيد الصحافة الحسيني ابو ضيف ذريعة للهجوم على الرئيس: 'انه يبتدع شريعة، شريعة الغاب، لا يحمل في قلبه من اسمه حرفا، قبيح صنيعه، اثم قلبه، لا اعرف كيف ينام، ويرتاح جنبه وهو يدفن الورد المفتح في قبور حفرها بايدٍ خشنة؟! مناجل الموت المتّشحة بالسواد تحصد الارواح عند الاتحادية، جدران القصر العالي ملطخة بالدماء، تصرخ طالبة الثأر ممن ظلمها دمه في رقبة من ارشد القتلة الى سفك الدماء التي حرم الله الا بالحق، امر مجرميها فقتلوا فيها، في الاتحادية، قتلوا الحسيني بدماء باردة، الا شاهت وجوه القتلة الغابرين، وابائهم الروحيين، وزعمائهم التنظيميين، وقواد كتائبهم المجرمين..القتلة الان هم الذين يُحلُّون الحرام ويُحرِّمون الحلال، ويأمرون الناس بالقتل، ويسمّون جرمهم شريعة، والشريعة الربانية تسمو، وتعلو، وهم في اسفل سافلين، وطئوا ارض الاتحادية بوسخ افعالهم، وداسوا اعناق الشباب بسواد اعمالهم، وخططوا بليل لاغتيال الوطن، وقتل رموزه، منهم من لحق ربه، الحسيني شهيدا، نم قرير العين يا حبيب امك، انتم السابقون ونحن اللاحقون، اما هم فستشقيهم يا حسيني بدمك المسفوح على تلال اوهامهم وما يظنون، البقية في حياة ابوك الطيب، مُصلّي الفجر حاضرا، المحوقل مستعيذا من الشيطان الرجيم الذي سفك دم ابنه على مفرق طريق الحياة، ويصبّر قلب امك، كأن نفسها تضمك، كانت تنتظر عودتك كل حين من مصر، صحافي قد الدنيا، كان قلبها بيرقص بكل صورة عليها اسمك ونقش كفك، وتبسمل، وتتمتم، اسم الله عليك وعلى اسمك، صاينك، وحارسك، ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة، حتى الواد الحيلة قتلوه!

لماذا سيصوت البعض بـ 'لا' على الدستور؟

للرافضين للدستور الجديد وجهة نظرهم التي لا بد ان نستمع اليها من بين هؤلاء عمرو هاشم ربيع في 'اليوم السابع': 'الاستفتاء على الدستور الذي سيجري بعد ساعات يعد اكبر مهانة لكل مصري يقدر ثورته، ولا يريد لها ان تختطف من قبل جماعة لحقت بها، وسرقت انجازاتها، في الانتخابات الاخيرة، وزاد الطين بلة بروز السلفيين الذين يريدون لمصر ان تعود لما وراء التاريخ، حتى اننا لم ينقصنا من هؤلاء الا المزايدة المتوقعة على الرسول- صلى الله عليه وسلم- والذات الالهية.
وحول اسباب رفضه للدستور قال: 'سنقول لا، لانه يعطي للرئيس سلطة الاستفتاء ولو على احكام المحاكم ولانه يقيد حرية الصحافة والاعلام ولا يحل مجالس ادارات النقابات فقط، بل والنقابات ذاتها.. سنقول لا لانه اعاد نسبة العمال والفلاحين للبرلمان، وضحك عليهم بجعل كل المواطنين ينتمون للعمال والفلاحين ولانه لم يحظر الحبس في قضايا النشر واجاز محاكمة المدنيين امام القضاء العسكري.
سنقول لا لانه جعل الرئيس رئيس السلطة التنفيذية، وفي نفس الوقت حكمًا بين السلطات واعاد مجلس الشورى كغرفة للبرلمان، رغم تاريخه الهزيل.

محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي
ومجلس القضاء اهانة للدولة

اتقد الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية: 'الممارسات التي يقوم بها البعض، امام مدينة الانتاج الاعلامي، والمحكمة الدستورية العليا وقصر الاتحادية، معتبرا انها تمثل اهانة لكل مؤسسات الدولة'. واضاف ابوالفتوح: 'ان قيام البعض بحماية الرئيس تحت مسمى 'حماية الشرعية'، اهانة للدكتور محمد مرسي، لان حماية الرئيس والشرعية، مهمة الحرس الجمهوري والشرطة، وليس مهمة انصار الرئيس'. واضاف: 'الحرس الجمهوري لا يحمي مرسي علشان سواد عيونه.. لكن يحميه لانه منتخب من الشعب.. ويمثل الشعب باعتباره رأس الدولة'. وافاد ابوالفتوح بانه لا يجوز لأي تنظيم مدني او اسلامي ان يستخدم القوة لحماية اي منشأة من منشآت الدولة، لان ذلك مسؤولية الشرطة.. سنقول لا لانه لم ينص على انتخاب شيخ الازهر ولانه الغى من المسودة ذمة كل من اسرة الرئيس واسرة اعضاء البرلمان وفصل تركيبة المحكمة الدستورية على مقاس الحاكم، ومنح للرئيس سلطات كبيرة دون اية محاسبة سياسية وسيجعل مجلس الشورى هو المشرع الاوحد حتى انتخاب مجلس النواب، وهو مجلس 85 ' منه اسلاميون'.
وسنقول لا لانه يدعو الى تعريب العلوم الطبيعية كالطب والهندسة.. واضاف ربيع: 'سنقول لا لانه لم يذكر السياحة التي تفتح بيوت الالاف بكلمة واحدة، مما يخيفنا بسبب تغول الفكر السلفي حاليًا ولم يجرم نشأة احزاب على اساس مرجعية دينية ولان الرئيس فيه هو الذي يعين رؤساء الهيئات الرقابية، كما انه يحرم الاحزاب الممثلة في البرلمان من الترشح للرئاسة، والغى شرط حل رئيس الجمهورية لمجلس النواب في (حالة الضرورة) كما انه لم يجعل المفوضية العليا للانتخابات مشرفة على الانتخابات البرلمانية القادمة.. سنقول لا لانه الغى من المسودة اسس رفض التمييز كالدين واللون والجنس'.

لا الدستور قرآن ولا مرسي نبي!

اثارت تصريحات منسوبة لعدد من قيادات الاخوان تقول باستحالة ان يصدر الدكتور محمد مرسي قرارا بتأجيل الاستفتاء الذي سيجري السبت الكاتب عبد الفتاح عبد المنعم في صحيفة 'اليوم السابع' وتهدف تلك التصريحات لتهدئة القوى السياسية الرافضة، لان هذا يخالف الاعلان الدستوري، وانه لا يمكن ان يتراجع عن قراره، حتى لا يهز هيبته كرئيس، وان مواد الدستور الذي سيتم الاستفتاء عليه كاملة وعادلة، وان الشعب سيصوت بـ'نعم'. يقول الكاتب: 'هكذا تحدث انصار الرئيس، ولكنني اقول لقيادات جماعة السمع والطاعة ان الرئيس مرسي ليس نبيا حتى نسلم بكل اوامره وقراراته باعتبارها وحيا من السماء، وكذلك قرار موعد الاستفتاء على الدستور ليس قرانا لا يمكن تغييره حتى نطفأ نار الفتن، فالدستور ليس قرآنا ولا مرسي نبيا'!
وينتقد الكاتب تصريحا غريبا من الشيخ محمد عبدالمقصود، حيث قال في مليونية تأييد مرسي: 'نحن لن نتخلى عن الرئيس محمد مرسي، لانه اتى عبر الانتخابات، ونسانده لاننا ندافع عن الشرعية، ونحترمه طبقا لما دعت اليه الشريعة، فمن اهان السلطان اهان الله'. هذا التصريح المنسوب الى الشيخ عبدالمقصود لو صح فانها مصيبة المصائب ونهاية الدنيا، فقد ساوى الشيخ بين الله والسلطان، وهل كل من انتقد او هاجم او رفض قرارات الدكتور مرسي يعني عند هذا الشيخ انه اهان الله، يضيف عبد المنعم الرئيس مرسي التقى الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، اقرب المقربين للرئيس جمال عبدالناصر، قائد اعظم ثورة في التاريخ العربي الحديث، فهل هذا يعد اعتذارا من الرئيس عن مقولته الشهيره في ميدان التحرير 'وما ادراك ما الستينيات'؟ فهل عرف الرئيس مرسي قيمة عبدالناصر ورجاله؟

هل تسعى امريكا لاستغلال الاخوان
في ضرب ايران وتفكيك القطاع؟

وحول العلاقة الغامضة بين الاخوان والادارة الامريكية وسفر بعض قياديي الجماعة مؤخرا ومنهم عصام العريان لواشنطن عقب ازمة الاعلام الدستوري الاخير، يقول الكاتب جلال امين في جريدة 'الشروق': لم يخبرنا احد بالطبع بما دار في هذه الاجتماعات المهمة بلا شك، فليس امامنا كالعادة الا التخمين فالشيء الوحيد الاسوأ من الوصول الى تخمينات خاطئة، في مثل هذه الاحوال، هذا الامتناع عن اي تخمين وتصديق ما يقال علنا على الملأ بحجة ان التخمين هو نوع من الاعتقاد في 'نظرية المؤامرة'، دعنا اذن نسمح لانفسنا بتخمين ما الذي يمكن ان يكون عليه تفكير الادارة الامريكية الان مما يجعل التعاون بينها وبين الاخوان المسلمين مفيدا للطرفين. اني لا اميل كثيرا للقول بانه ما يجذب الادارة الامريكية الى الاخوان استعدادهم لقبول نظام السوق والحرية الاقتصادية، فالذين لديهم هذا الاستعداد في مصر كثيرون، من الاخوان وغير الاخوان. دعنا ايضا ننحي جانبا الكلام عن حرص الولايات المتحدة ان يسود في مصر (او في اي بلد اخر) نظام ديمقراطي، وان مجيء الاخوان للحكم في مصر وطنية، هل المقصود ايجاد فتنة بين المذاهب الدينية المختلفة في المنطقة، وعلى الاخص بين السنة والشيعة، تمهيدا لضرب ايران؟ هل المقصود اجراءات تُجري ترتيبات جديدة في سيناء على حساب المصريين؟ او اجراءات اسرائيلية تنطوي على تدهور اخر في القضية الفلسطينية على الرغم من المكسب الشكلي الاخير الذي حققته السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة؟ ام هو مزيد من تفتيت العرب الى دويلات صغيرة ترفع شعارات دينية بدلا من الشعارات الوطنية او القومية، مما يخدم ايضا الهدف الصهيوني باعلان اسرائيل دولة يهودية خالية من المسلمين؟ قد يكون الهدف هو هذا او ذاك، او حتى ما هو اسوأ من هذا وذاك، مما لم يتطرق اليه بعد خيالنا القاصر. على اي حال، يبدو لي ان التفكير الجدي في هذه الامور، حتى وان افتقد الى الادلة القاطعة، واعتمد فقط على المنطق وتضمن قدرا كبيرا من التخمين، قد لا يقل اهمية عن مناقشة هذه المادة او تلك من مواد مشروع الدستور الجديد.

'التحرير': الاخوان يخدعون
اوباما كما يخدعون المصريين

ومن جلال امين الى ابراهيم عيسى في جريدة 'التحرير'، والذي يواصل هجومه على الرئيس وجماعته: 'الجماعة صارت تكذب كما تتنفس، فها هي تنعى على صفحة 'الحرية والعدالة' باللغة الانكليزية شهيد الصحافة المصرية الحسيني ابو ضيف باعتباره اخوانيا، فجعلوا من صحافي منتمٍ للتيار الناصري ومعارض للاخوان ولمرسي اخوانيا بمنتهى الاستخفاف والتجرؤ والصفاقة! الجماعة تكذب وتنصب على حلفائها في الولايات المتحدة، وتحاول ان توهم بكذبها المريض اوباما ان الجماعة هي ضحية العنف، كما كذبت وراحت منذ اسبوع تشتري شهيدا من اهله كي يقولوا انه اخواني، هذه الجماعة الكذابة تكذب على الله، ومن ثم فلا حدود لكذبها على احد بعده، تعتزم تزوير الاستفتاء.
ان كل ما نسمعه حتى الان شائعات ومعلومات غير ثابتة وغير موثقة، عن استمارات وضعوا علامة 'صح' على 'نعم'، كما فعلوا في استمارات التصويت المطبوعة في المطابع الاميرية في الانتخابات الرئاسية (بالمناسبة ما اخبار تكليف وزير العدل لاحد قضاته بالتحقيق في فضيحة استمارات المطابع الاميرية في انتخابات الرئاسة، ام ان وزير العدل لا يعدل.. وهو مستقل جدا بشكل رهيب لدرجة انه مش فاضي من كثرة استقلاله ان يقرر تكليف قاض؟! ام انه - يا حرام- لا يريد ان يثير غضب رئيسه او الجماعة، حيث قلْبُ السيد المستقل مع الجماعة؟ رغم انه لا شيء موثقا حتى الان، فانه من حق الرأي العام الذي يقرأ ويرى كاذبا اخوانيا يردد ان الاخوان سيزورون الاستفتاء كحقيقة مؤكدة، فالثابت ايضا ان الاشراف القضائي على هذا الاستفتاء وهمي تماما، فالقضاة المستقلون الاحرار رفضوا المشاركة في هذه المهزلة، ووحدهم فقط قضاة الاخوان المسلمين والموالون للسلطة او المتهيبون من السلطة او الراضون بالسلطة واصحاب النوايا الحسنة هم من سيشرفون على هذا الاستفتاء، فلا اطمئنان ولا طمانينة ان الكذب المفرط لجماعة الاخوان لا يتوقف، فليبحثوا اذن عمن لا يعرفها غافلا او جاهلا او خواجة كي يصدقها؟!

صوت العقل تائه بين اهل 'نعم' واهل 'لا'!

ونحن لا نسمع كثيرا الان اصوات العقلاء.. هذا هو رأي السيد البابلي رئيس تحرير صحيفة 'الجمهوري'، مضيفا: 'بقدر ما نسمع مزايدات واصواتا تريدها بحورا من الدم في فتنة تتسع وتنتشر بوادرها ومظاهرها في كل مكان بحيث اصبحنا نترقب اي مواجهة مسلحة بين ابناء الوطن الواحد في اي لحظة.. وشريط الفيديو الذي ظهرت مقاطع منه على 'اليوتيوب' وفيه يدعو ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة انصار حازم ابواسماعيل الى ان تستمر ثورتهم وانه على الأمة المسلمة ان تقدم الضحايا والقرابين حتى تنتزع الحرية والاستقلال من القوى الفاسدة. هو نموذج لحملات التحريض التي يمكن ان تتحول معها مصر الى عراق جديد تدوي فيه اصوات الانفجارات والقنابل ونصبح شعبا لا يحارب الا بعضه البعض باسم القضية دون ان يعرف احد يوما ما.. ما هي القضية؟ ونسمع كلاما غريبا عن تخزين السلاح هنا وهناك. وما جاء في حلقة تليفزيونية للاعلامي عماد الدين اديب عن تخزين السلاح في الزوايا والكنائس.. وعن وجود كميات كبيرة من السلاح بالملايين بعيدة عن اعين الامن يثير كل المخاوف. ويستدعي ردا وتوضيحيا من الجهات الامنية والمخابراتية المسؤولة فاذا كان هناك اشخاص لديهم هذه المعلومات. فلا بد ان الاجهزة الامنية لديها معلومات اخطر واشمل. وهو ما لا يستدعي الصمت.
فوضى السلاح لا ينجم عنها الا القتل وسفك الدماء فقط.. ونتساءل عن مصدر كل هذه الاموال التي تنفق على المليونيات التي لم تتوقف منذ الثورة. من أين تأتي.. ومن يوزعها ولماذا؟ فحشد الاتباع والانصار لا يتم بالمجان. والذين يعتصمون وينامون ويأكلون ويشربون لا بد من الانفاق عليهم... فالسماء لا تمطر خياما.. هذه الايام. والاتوبيسات التي تنقل الالاف لا تأتي بالمحبة والاخوة.. والذين يقضون الايام الطويلة في الاعتصام والتظاهر يحتاجون الى المدد والدعم حتى وان كان في اضيق الحدود... وهذا المال كله لو تم توجيهه وتوظيفه في مشروعات من اجل الشباب لكان للثورة مسار اخر اكثر اشراقا واكثر املا!

كمال يتهم الجلاد بانه 'ادمن' أسفين يا ريس

جدل واسع يدور الان بعد الكشف عن اتهام الصحافي مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة 'الوطن' بانه المحرر الرئيسي 'الادمن الحقيقي' لصفحة 'أسف يا ريس' التي تعبر عن رؤية فلول الحزب الوطني المؤيدين للرئيس المخلوع حسني مبارك. وكانت صحيفة 'الدستور' قد كشفت عن المفاجأة التي وصفتها بانها من العيار الثقيل، وقالت ما نصه: في مفاجأة من العيار الثقيل كشف الكاتب الصحافي عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة 'روزاليوسف' الاسبق ان الادمن الحقيقي لصفحة 'أسف يا ريس' التي تم تدشينها قبل تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بايام قليلة هو الصحافي مجدي الجلاد.
وجاء ذلك خلال تدوينة كتبها عبد الله كمال على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، وقال فيها: ان محرري الصفحة ينتمون لاسرة تحرير صحيفة 'الوطن'، التي يرأس تحريرها الزميل مجدي الجلاد الان، وقال كمال الهدف من وراء اخفاء علاقة مجدي الجلاد بصفحة 'أسف يا ريس'، انتهى ومن المفيد ان يكشف عن شخصيته الان، ومؤكدًا ان ذلك سوف يعطي الصفحة مصداقية وثقة اكبر، فالكل متوحد الان من اجل الخلاص من سطو الاخوان على السلطة.

'المصري اليوم': 'بل دستورك واشرب ميته'!

والى التقارير الطريفة في الصفحه الاخيرة لـ'المصري اليوم' نقرأ: 'السمك قال كلمته.. بِل دستورك واشرب ميته'.. هكذا دعا ائتلاف دعم السياحة العاملين في قطاع السياحة الى التصويت بـ'لا' في الاستفتاء على الدستور، على الصفحة الرسمية لهم على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'.
ايهاب موسى، منسق عام الائتلاف، قال: 'اننا لجأنا لهذه الطريقة لنعبر عن رفضنا الشديد لمواد الدستور التي تجاهلت السياحة، الى جانب انها تكرس لديكتاتورية الحاكم، كما ان قرار منع تصويت المغتربين في لجان خاصة بمقر عملهم نتج عنه منع العاملين في قطاع السياحة من التصويت على المنتج النهائي'.
واضاف موسى: 'الائتلاف ينظم، الجمعة، مسيرتين لرفض الدستور، تنطلق الاولى من فندق شيراتون الجيزة الى ميدان التحرير، والثانية من فندق ميريديان هليوبوليس الى قصر الاتحادية'. في السياق نفسه، قال مجلس ادارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، ان الدستور الذي اعدته الجمعية التأسيسية تجاهل تماما قطاع السياحة وحقوق العاملين والمستثمرين والمستفيدين منه واسرهم الذين يتجاوز عددهم 18 مليون مصري، والذي يمثل ما يزيد على 11.5' من ناتج الدخل القومي المصري، بما يهدد هذه الصناعة المهمة ومستقبلها، ويؤدي الى انهيارها وتشريد العاملين بها.

معارضة لا تريد سوى مصلحتها

ومن الهجوم على الرئيس للهجوم على المعارضة على لسان جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة 'المصريون'، الذي يسعى لتذكير المعارضة بماضي المستشار مصطفى خاطر الذي تحول لرمز يقاوم الفساد على اثر سعي النائب العام الجديد لاقصائه عن منصبه بسبب قراره الافراج عن المتهمين امام قصر الاتحادية يذكر سلطان القراء ورموز المعارضة بان الرجل الذي اصبح مناضلا هو نفسه الذي كان ممثلا للنيابة في قضية قتل المتظاهرين والتي انتهت ببراءة رموز مبارك يضيف: 'اي صنف من البشر هؤلاء! اي جنس من المضللين هؤلاء! اي معارضة مزورة تلك التي ابتليت بها مصر هذه الايام! ولما كان مصطفى خاطر 'لعيب' سياسة، فقد كتب مقالًا امس وصفه بانه مذكرة رفعها لمجلس القضاء الاعلى يشتكي فيها من قرار النائب العام المستشار طلعت عبد الله بنقله الى نيابات بني سويف، وكال فيها الاتهامات الرخيصة للنائب العام ووصفه بانه متواطئ مع السلطة ورئيس الجمهورية من اجل حبس المتهمين، وقبل ان تصل المذكرة الى مجلس القضاء الاعلى كانت صحف الفلول جميعها تنشر نصها ليل امس على مواقعها الالكترونية في وقت واحد، ملعوبة يا مصطفى بيه، نكاية في النائب العام، وقذفًا في حقه بالاتهامات الوضيعة، ولم يشرح المستشار مصطفى خاطر في مقاله كيف انتهى التحقيق مع مائة وثمانين متهمًا تقريبًا، في جرائم قتل واصابة خلال اربع وعشرين ساعة؟ ثم يقرر جنابه براءة جميع المتهمين دفعة واحدة واطلاق سراحهم فورًا،

استقالات جماعية في حزب ابو الفتوح

في تطور جديد للازمة التي يعيشها حزب 'مصر القوية' الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح قدم احد عشر عضوا مؤسسا للحزب في مدينة العاشر من رمضان استقالاتهم من عضوية الحزب امس، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه موقفا غير مسؤول من ابو الفتوح تجاه مشروع الدستور الجدي الذي من المقرر ان يجري الاستفتاء عليه السبت، يأتي ذلك في سياق حملة استقالات جماعية سبقتها استقالة اربعة عشر عضوا مؤسسا في دمياط واعضاء اخرين في الاقصر وكانت تقارير متطابقة قد كشفت عن ان حزب مصر القوية تعرض لازمة كبيرة هي الاخطر منذ تأسيسه وخسر قطاعا كبيرا من المتعاطفين معه بسبب موقف قيادته من الدستور الجديد ورفض الحوار مع رئاسة الجمهورية، الامر الذي اعتبره قطاع واسع من المؤسسين بانه دعم لمواقف التيار العلماني الذي يرفض كل شيء يأتي من قبل الدكتور محمد مرسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق