يدور جدل لا يخلو من تهكم بين السعوديين حول من يحق له دخول الجنة،
اثر اطلاق احد الاكاديميين الدعاة في جامعة اسلامية مرموقة تغريدة على
صفحته في موقع تويتر تؤكد ان هذا الحق محصور بـ'اهل نجد وعلمائها'.
وكتب استاذ الشريعة في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض سعد
الدريهم، ان 'الفرقة الناجية هي ما كان عليه علماؤنا واهل نجد ومن تبعهم'.
وأضاف أن 'أهل السنة أو الفرقة الناجية لا تكاد تخلو منهم ارض، لكن
اكثرهم متوافرون في هذه البلاد (...) لا ادعي لهم العصمة، لكن هم واكثر هذه
البلاد على هذا النهج'.
كما كتب ان 'عاميا في نجد خير من عالم في مصر'.
وسرعان ما رد رجل الدين محسن العواجي على صفحته في تويتر متسائلا 'ما
هذا يارجل؟ اسأل الله ان يهديك، اما نجد فلا اعلم نصا في قداستها الا انه
منها يخرج قرن الشيطان' في اشارة الى حديث شريف.
ويضيف 'يصل الغرور بالبعض الى ان يعتقد بانه الحق وغيره الباطل وان
داره دار ايمان وغيره دار كفر، اخبروه بأن الهند (الكافرة) فيها من
المسلمين ستة اضعاف المملكة' في اشارة الى ان عدد السعوديين يبلغ حوالي 19
مليونا.
يشار الى ارتفاع اعداد متابعي الدريهم، وهو إمام وخطيب احد الجوامع
جنوب الرياض، الى اكثر من عشرين الفا على تويتر في اقل من يومين.
وانشأ المغردون 'هاشتاغ' خاصا لمتابعة تغريدة الدريهم شارك فيها
عشرات الآلاف، واعتبر بعضهم ان 'زلات لسان مماثلة تزيل الحصانة عن رجال
الدين'، وتفاعلوا معها فوصفها بعضهم بـ'العنصرية' في حين اعتبرها اخرون
'مدعاة للسخرية'.
ويكتب احد المتابعين انه يعيش في نجد منذ عقود 'فهل يحسب من الفرقة
الناجية'؟ في حين يقول آخر ان 'كلام الدريهم يوضح سبب ازدحام طريق خريص،
فالكل يرغب بدخول الجنة'، في اشارة الى احد التقاطعات الرئيسية التي تشهد
ازدحاما في الرياض.
كما يكتب احدهم 'انا من الجنوب وساكن في الشرقية لكن لو سكنت في نجد
وبالذات في بريدة المكرمة او عنيزة المنورة اصير من الفرقة الناجية'.
ويقول مغرد اخر 'مساكين اهل الحجاز مئات السنين في خدمة الحرمين وفي
الحلقة الاخيرة بالنار' في اشارة الى المسجد الحرام في مكة المكرمة والحرم
النبوي في المدينة المنورة.
واثارت هذه الاراء تعليقات العديد من الناشطين على 'تويتر'، وقال
جميل الذيابي ان شبكات التواصل الاجتماعي 'غيرت مفاهيم ومعايير وموازين
المكانة الاجتماعية، فبعض من يشغلون مواقع اجتماعية مهمة مثل اساتذة
الجامعات المسلحين بخبرات أكاديمية وعملية، أصبحوا اقل شأنا في هذه المواقع
من شخصيات شابة كانت غير معروفة'.
واضاف لفرانس برس ان 'اشكالية تويتر تكمن في ان بعضهم لا يجيد كيفية
استخدام مساحة لا تتيح أكثر من 140 كلمة لتوصل فكرته ورؤيته كاملة، كما ان
البعض يحاول أن يتمرد على محيطه وبيئته وواقعه والانغماس في الخطيئة
الفكرية او العبث كيفما شاء'.
ورأى ان هذه الشبكات 'اوجدت حالة فرز فكري صحي، عدا عن كونها مساحة
لتلاقح الافكار وانتشار الرؤى ومعرفة الصالح من الطالح والغارق في الجهل من
العاقل'.
من جهته، قال الاعلامي عبدالله المديفر الذي يقدم برنامجا دينيا على
القنوات الفضائية، لفرانس برس ان 'المغرد السعودي متعطش للتعبير عن ذاته
والتفاعل مع مجتمعه ولم يجد متنفسا قبل تويتر يمكنه من حرية التعبير باسمه
الصريح، ولذلك فاننا نعيش مرحلة من مراحل الشغف التي تجعل الناس يبحثون عن
الإثارة ويتتبعونها'.
واضاف 'لكن سلوك المغرد بلاشك يسير في طريق النضج، فاكثرية المغردين
يخلطون بين تدافع الأفكار وتصارع الشخصيات (...) لقد احدث تويتر علامة
فارقة في حياة السعوديين'.
من جهة اخرى كشف تقرير حقوقي سعودي عن حالات لمواطنين سعوديين من
زوجات أجنبيات يعيشون خارج المملكة لا يدينون بالإسلام ولا يتكلمون
العربية، وحالات لفتيات سعوديات يسكُنَ في غرفة مع أشخاص بعضهم ليسوا محارم
لهن.
ولمح التقرير السنوي الثالث لجمعية حقوق الإنسان السعودية وزع امس
الاحد، إلى وجود عدد من السعوديين ممن تزوجوا من نساء أجنبيات من بلدان
مختلفة، وبعض هذه الزيجات تمت من دون موافقة رسمية أو أوراق تثبت ذلك
الزواج ما تسبب في حدوث مشاكل إنسانية واجتماعية خاصة للأبناء الذين تركوا
في تلك الدول، إما لعدم رغبة الآباء تحمل المسؤولية، أو لعدم قدرتهم على
إحضارهم للعيش معهم لعدم حصولهم على موافقة الجهات الرسمية.
وتحدث التقرير عن أبرز مشاكل أبناء السعوديين بالخارج التي رصدها
وكانت معاناة البعض من الفقر الشديد، خاصة بعد رحيل آبائهم عنهم سواء
بالوفاة أو الانفصال عن الأم أو الهجر أو التغيب والإنكار، وكذلك عدم وجود
سكن مناسب للبعض.
وذكر انه تم رصد حالات لفتيات سعوديات لم يتجاوزن 14 أو 15 سنة يسكن
في غرف مع 6 أشخاص، بعضهم ليسوا محارم لهن، إضافة إلى صعوبة قدومهن إلى
المملكة وصعوبة تعرفهن على عائلاتهن ورفض آباء بعضهن الاعتراف بهن.
ولفت التقرير إلى قيام الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في
الخارج (أواصر) بجهود في هذا المجال بدعم من وزارة الداخلية، من حيث تقديم
الرعاية والمساعدة لعدد من الأسر السعودية في الخارج.
وأشار إلى أن حل هذه المشكلات يتطلب إجراءات تنظيمية وإدارية، على
رأسها الإسراع بإصدار نظام زواج السعوديين من أجانب وتيسير دخول زوجة
وأبناء من تزوج من المواطنين والاعتراف بهذا الزواج حتى مع عدم الحصول على
موافقة مسبقة على الزواج، وتطبيق عقوبات مالية عليهم من دون إلحاق ضرر
بحقوق الزوجة أو الأبناء.
وأشار التقرير إلى ضرورة الحرص على معالجة معاناة أبناء السعوديين في
الخارج وما يعانونه من إهمال وعوز بسبب إنكار أو تنكر الآباء لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق