زيد الجدل حول المرأة في السعودية مثلا، فى
حالات منع النساء من المشاركة في الفعاليات العامة، أو ما أثير قديما بشأن
تعليم المرأة، وما يثار مؤخرا حول تأنيث بيع الملابس النسائية، أو ما يثار
دائما بشأن قيادة المرأة للسيارة، وهو برأي الناقد الدكتور حسن النعمي
«ناتج عن نظرة الجسد المثير الذي يجب حجبه».
ثريا العريض: تجربة اختلاط ناجحة
* الشاعرة والكاتبة السعودية الدكتورة ثريا
العريض لا توافق على اعتبار أن المرأة تتعرض للامتهان الجسدي على نحو مطلق
في المجتمعات العربية، وترى أن حالات التحرش تبقى حالات فردية لا ترسم
ملمحا لثقافة مجتمعية عامة.
لكن العريض تلاحظ أن هذه الحالات (على
محدوديتها) مرتبطة بشكل جوهري بمشاركة المرأة في الحياة العامة، وفي نسيج
المجتمع وهي بالتالي قضية عامة، لا تخص المرأة فقط.
وأكدت العريض أن النظرة المجتمعية لا تبارك
التحرش ولا تسبغ عليه أي شرعية، إلا أنه وعلى المستوى الفردي هناك من لديه
نقاط ضعف بالجانب «الجنسي»، حيث هناك من الرجال «من لا يستطيع أن يتمالك
نفسه في ظل وجود امرأة بغض النظر عن المكان؛ سواء أكان بمعرض للكتاب أو
الأسواق أو خلال مهرجان ثقافي».
واعتبرت النظرة المجتمعية التي ترى المرأة
مجرد جسد، جاءت نتيجة أو سببا لإبعادها عن المجتمع بدعوى الخوف من التحرش،
تؤازرها نظرة مجتمعية أخرى تدعي «حمايتها». وبالتالي يلتبس في هذه القضية
الإيجابي بالسلبي، «وربما كان هذا الالتباس مسؤولا هو الآخر عن تغييب
المرأة وحبسها بالبيت، وقصر دورها داخله».
* من جانبها، أرجعت الدكتورة أميرة كشغري،
أستاذة الأدب الإنجليزي في كلية اللغات والترجمة، بجامعة الملك عبد العزيز
بجدة، مسؤولية تغيير الصورة النمطية عن المرأة في المجتمعات الشرقية
والعربية إلى المرأة ذاتها، «فهي التي بمقدورها إعادة تشكيل النظرة الموجهة
لها، من خلال تقييمها لذاتها، الذي من خلاله سيتم الاعتراف بفكر المرأة»،
مفيدة بأن القيم المجتمعية التي تعلي من القيم الذكورية هي السبب في عدم
الاعتراف بفكر المرأة، واختزالها بالجسد.
وأشارت كشغري إلى أن النظرة السائدة
بالمجتمعات العربية عن المرأة هي باعتبارها «شيئا»، ولهذا السبب فأي مكان
توجد فيه سيسعى الرجل لاستغلالها أو التحرش بها، سواء أكان في ميدان
المظاهرات (كما حدث في بعض ميادين الربيع العربي)، أو حتى داخل مكان عبادة
(حالات التحرش في الحج والعمرة مثلا)، وذلك لاختزال المرأة من خلال وجهة
نظر الرجل الذي لا يرى فيها سوى جسد أنثوي، وليس فكرا أو إنسانا.
ودعت الدكتورة كشغري النساء إلى ضرورة تكثيف
وعيهن الذاتي بقيمتهن الحقيقية كإناث.
وقالت إن شيوع نظرية «النعجة والذئب» في
الوعظيات الدينية لسنوات طويلة، التي يقصد بها الفتاة الساذجة والرجل الذكي
الماكر الذي لطالما اختزل همه باصطياد غنيمته، وما استتبعه ذلك من سلوكيات
أبرزها مطاردة الفتاة على الرغم من توشحها بالسواد التام الذي قد يشمل
عينيها، حاجبا أي مفاتن محتملة أو متوقعة، شيوع هذه النظرية أدى إلى تكوين
خلفية ثقافية لها.
من جانب آخر، أكدت شريفة الشملان على دور
الشباب والفتيات المبتعثين إلى الخارج، في إحداث تغيير مهم داخل مجتمعاتهم
على مختلف الاصعدة الاجتماعية والثقافية، وذلك على الرغم من اصطدامهم
المتوقع مع الواقع حين عودتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق